مقالات

الدكروري يكتب عن الإسلام بلا خلق جسد بلا روح

الدكروري يكتب عن الإسلام بلا خلق جسد بلا روح

الدكروري يكتب عن الإسلام بلا خلق جسد بلا روح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لم تكن حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنموذجا تطبيقيا لصحيح الإسلام في جانب دون جانب بل كان صلى الله عليه وسلم أنموذجا تطبيقيا لصحيح الإسلام في كل جوانب حياته ومن ذلك اعتداله
ووسطيته، فما أحوجنا إلى أن نعيش بالقلب والجوارح أخلاق وقيم الرسول صلى الله عليه وسلم فنأخذ من مشكاته، ونقتدي به في سيرته وسريرته، وفي سائر أحواله، حتى تستقيم دنيانا وآخرتنا، وإن للأخلاق أهمية كبرى في الإسلام، فالخلق من الدين كالروح من الجسد، والإسلام بلا خلق جسد بلا روح، فالخلق هو كل شيء، فقوام الأمم والحضارات بالأخلاق وضياعها بفقدانها لأخلاقها، وإن العامل الأكبر في بناء الحضارات وانتشار الإسلام في عصر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
والصحابة الكرام والسلف الصالح إنما هو مكارم الأخلاق الكريمة التي لمسها المدعون في هذا الجيل الفذ من المسلمين، سواء كانت هذه الأخلاق في مجال التجارة من البيع والشراء، مثل الصدق والأمانة أو في مجال الحروب والمعارك، وفي عرض الإسلام عليهم وتخييرهم بين الإسلام أو الجزية أو المعركة، أو في حسن معاملة الأسرى، أو عدم قتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان، هذه الأخلاق دفعت هؤلاء الناس يفكرون في هذا الدين الجديد الذى يحمله هؤلاء، وغالبا كان ينتهي بهم المطاف إلى الدخول في هذا الدين وحب تعاليمه، ومؤاخاة المسلمين الفاتحين في الدين والعقيدة، ولقد كان النبي الكريم صلي الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فحاش.
ولا عياب، ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي وحسبك في هذا الباب ما فعله مع مشركي قريش الذين آذوه واستهزأوا به وأخرجوه من دياره هو وأصحابه، ثم قاتلوه وحرضوا عليه غيرهم من مشركي العرب، حتى تمالأ عليه جمعهم، ثم لما فتح الله عليه مكة ما زاد على أن عفا وصفح وقال صلي الله عليه وسلم ” ما تقولون إني فاعل بكم؟” قالوا خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال ” اذهبوا فأنتم الطلقاء ” وأما الجود والكرام والسخاء والسماحة، فكان صلي الله عليه وسلم لا يوازي في هذه الأخلاق الكريمة ولا يباري وصفه بهذا كل من عرفه، قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه ما سئل صلي الله عليه وسلم شيئا فقال لا، وقال ابن عباس رضي الله عنهما، كان رسول الله صلي الله عليه وسلم، أجود الناس بالخير، 
وأجود ما كان في شهر رمضان، وكان إذا لقيه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة، وإن هذه الأخلاق الإسلامية الكريمة قد أثارت إعجاب الباحث الفرنسي كليمان هوارت حيث يقول “لم يكن محمد نبيا عاديا، بل استحق بجدارة أن يكون خاتم الأنبياء، لأنه قابل كل الصعاب التي قابلت كل الأنبياء الذين سبقوه مضاعفة من بني قومه، فهو نبي ليس عاديا من يقسم أنه لو سرقت فاطمة ابنته لقطع يدها، ولو أن المسلمين اتخذوا رسولهم قدوة في مكارم الأخلاق لأصبح العالم مسلما، فعلينا أن نتحلى بحسن الخلق وبسط الوجه وحب الآخرين وما أجمل قول ابن حبان “الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق، لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد. 
وإن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock