مقالات

الدكروري يكتب عن احذروا خطوات الشيطان

الدكروري يكتب عن احذروا خطوات الشيطان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية أن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، لقد ضحى بنفسه هذا الصحابي الجليل ليلة كان يأتمر الشيطان مع قريش في دار الندوة، حيث قرروا أن
يضربوه ضربة واحدة فيتفرق دمه بين القبائل ويتخلصون من دعوة محمد، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك، فخرج هو وأبو بكر على غار في الجبل، ونام الإمام علي بن أبي طالب على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحوا، قام علي لصلاة الصبح، بادروا إليه فإذا هم بعلي بن أبي طالب، فقالوا أين صاحبك؟ قال لا أدري فاقتصوا أثره، فبات وهو يدرك أن مصيره في خطر، إلا أن قوة الإيمان جعلته ينام مطمئنا، ليقوم في الصباح برد ودائع قريش.
التي كانوا يضعونها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيا ابن آدم بشكل عام احذر خطوات الشيطان تكن سعيدا في هذه الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، واتخذه عدوا، تشعر بالسعادة عاجلا وأنت واجد ذلك آجلا والله يقول “ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدون مبين” ويا ابن آدم في طباع النفس من الهلع والجزع والشح والبخل، ما يقعد بها عن السعادة، وفي تعاليم الإسلام ووصايا القرآن ما يهذبها وتضمن سيرها إلى الله عز وجل، وإن كثيرا من الناس يعيشون في شيء يسمى وهم السعادة فبعضهم يظنها في المال والبعض الأخر يظنها المنصب وأخر يظنها في الشهر و كلها أوهام لا يقف على حقيقتها إلا أولوا الأفهام، وقد أشار القرآن الكريم إلى شقاء أصحاب الأموال الذين لا يتقون الله تعالى في جمعها وإنفاقها.
ومعرفة حق الله عز وجل فيها، وهكذا كانت الأخلاق في حياة المسلمين سببا رئيسا لعزتهم وقوتهم ومنعتهم وسعادتهم، فعاشوا فيما بينهم حياة يسودها الحب والتعاون والاحترام المتبادل، وإن العامل الأساسي في قيام الحضارات والفتوحات وبناء الدولة الإسلامية في العصور والقرون الأولى هو الأخلاق يوم أن كان الفرد يحب لأخيه ما يحبه لنفسه يوم أن كان الفرد يؤثر غيره على نفسه يوم أن كان العدل سائدا في ربوع المعمورة يوم أن كانت المساواة في كل شئون الحياة، تشمل جميع الطبقات يوم أن قدمت الكفاءات والقدرات والمواهب وهكذا كانت الأخلاق الرفيعة، فإننا في حاجة إلى أن نقف وقفة مع أنفسنا وأولادنا وأهلينا في غرس مكارم الأخلاق والتحلي بها، فإننا نحتاج إلى نولد من جديد بالأخلاق الفاضلة.
نحتاج إلى نغير ما في أنفسنا من غل وحقد وكره وبخل وشح وظلم وقهر، ودفن للقدرات والمواهب إلى حب وتعاون وإيثار وعدل ومساواة ورفع الكفاءات إذا كنا نريد حضارة ومجتمع وبناء دولة، فهل لذلك أذن واعية ؟ وقد يقول قائل وكيف أكتسب تلك الأخلاق الحسنة وأطبقها؟ فنقول بأن هناك وسائل لتحصيل حسن الخلق تتمثل الدعاء بحسن الخلق، كما كان صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك، وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ من سوء، ولذلك اهتم الصحابة بحسن الخلق وطلبه من الله، وأيضا سلامة العقيدة، فالسلوك ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر ومعتقد، وما يدين به من دين، والانحراف في السلوك ناتج عن خلل في المعتقد، فالعقيدة هي الإيمان، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا، فإذا صحت العقيدة حسنت الأخلاق تبعا لذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock