الدكروري يكتب عن صاحب كتاب آداب الزفاف
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام الألباني وهو الإمام والمحدث أبو عبد الرحمن محمد بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري الألباني الأرنؤوطي، وقيل أنه اختير عضوا للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ثلاث سنوات من عام ألف وثلاثمائة وخمس
وتسعين ألي ثماني وتسعين هجرية، وكما قدمت له دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في إسبانيا، وألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام، وكما زار قطر وألقى فيها محاضرة بعنوان منزلة السنة في الإسلام، وكما انتدب من الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء للدعوة في مصر والمغرب وبريطانيا للدعوة إلى التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة.
والمنهج الإسلامي الحق، كما دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها واعتذر عن كثير بسبب أنشغالاته العلمية الكثيرة، وكما زار الكويت والإمارات وألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عددا من دول أوروبا، والتقى فيها بالجاليات الإسلامية والطلبة المسلمين، وألقى دروسا علمية هناك، وكما للشيخ والإمام للألباني مؤلفات وتحقيقات، ربت على المائة، وترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، وطبع أكثرها طبعات متعددة ومن أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، وأحكام الجنائز، وآداب الزفاف.
وأداء ما وجب في بيان وضع الوضاعين في رجب، والإسراء والمعراج، والآيات البينات في عدم سماع الأموات، والتوسل، وتحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، وحكم تارك الصلاة، وحجة النبي، وصلاة التراويح، وخطبة الحاجة، وتخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق، وفتنة التكفير، وفقه الواقع، نصب المجانيق، وغيرها، ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين عنه فضيلة محدث الشام الشيخ الفاضل محمد بن ناصر الدين الألباني، فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل أنه حريص جدا على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة سواء كانت في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، وأنه ذو علم جم في الحديث رواية ودراية.
وأن الله قد نفع في كتبه كثيرا من الناس من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث، وهو ثمرة كبيرة للمسلمين، ولله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به على تساهل منه أحيانا في ترقية بعض الأحاديث إلى درجة لا تصل إليها من التحسين أو التصحيح وعدم ملاحظة ما يكون شاذ المتن مخالفا لأحاديث كالجبال صحة ومطابقة لقواعد الشريعة، وعلى كل حال فالرجل طويل الباع واسع الاطلاع قوي الإقناع وكل يؤخذ من قوله ويترك سوى الله ورسوله، ونسأل الله أن يكثر من أمثاله في الأمة وأن يجعلنا وإياه من الهداة المهتدين والقادة المصلحين وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا إنه جواد كريم.
زر الذهاب إلى الأعلى