أخبار مصر

الدكروري يكتب عن دعاء عرفة خير الدعاء

الدكروري يكتب عن دعاء عرفة خير الدعاء

         بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي عن دعاء يوم عرفة ففال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى موضحا لتفسير حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم” خير الدعاء دعاء عرفه، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا إلله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير” رواه مالك، وجاء الاستدلال بهذا الحديث على أن دعاء عرفة مجاب كله في الأغلب إن شاء الله إلا للمعتدين في الدعاء بما لا يرضى الله تعالى” فإذا كان الدعاء هو العبادة، وكان إخلاصه لله تعالى إخلاصا في عبادته سبحانه، وهذا هو التوحيد الخالص، وكان دعاء عرفة خير الدعاء كان ظهور العبادة الخالصة والتوحيد الخالص في ذلك اليوم العظيم في مشعر عرفة، بل لا يوم من أيام السنة يظهر فيه إخلاص الدعاء لله تعالى.

كيوم عرفة، ولا مكان في الأرض يصعد منه دعوات إلى الله تعالى أكثر من مشعر عرفات فأكف مليوني حاج مرفوعة إلى الله تعالى تدعوه، في أطول وقت للدعاء من العام كله، من زوال الشمس إلى مغيبها يفعلون ذلك في أبلغ حال من الاستكانة وإظهار الفقر والفاقة والحاجة لله تعالى، إنهم يرفعون أيديهم إلى الكريم الوهاب شعثا من طول السفر، غبرا من شدة الزحام والسير، ضاحين لا شيء يغطي رءوسهم، يلحون في دعائهم، ويقرون بتقصيرهم، ويسألون ربهم أن يعفو عنهم، ويعرضون حاجاتهم الدنيوية والأخروية منطرحين على بابه، يضرعون في دعائهم ويبكون، فيا لله العظيم، أي مظهر من مظاهر التوحيد أبين من دعاء الحجاج في يوم عرفة؟ وكيف والواقفون بعرفة وهم يدعون الله تعالى.

ويلحون عليه سبحانه في دعائهم يعلمون بدنوه تعالى منهم، ومباهاته بهم ملائكته، ويرجون العتق من النار لقول النبي صلى الله عليه وسلم “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفه وإنه ليدنوا ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء” رواه مسلم، فلا دعاء أكثر من دعائهم، ولا تضرع أشد من تضرعهم، ولا رجاء عند غيرهم كرجائهم، ولا حال أولى بالإجابة من حالهم وهم مستكينون متضرعون، والرجاء باب من أبواب التوحيد عظيم، وهو برهان الثقة بالله تعالى، والتصديق بوعده، واليقين بثوابه، فإذا غربت شمس ذلك اليوم العظيم نفروا إلى مزدلفة ملبين ومكبرين، قد استروحت قلوبهم من مناجاتهم لربهم، وكثرة سؤاله، والبكاء له..فلا ساعة في الدنيا ألذ من تلك الساعة.

وفي مزدلفة يبيتون، ولا يحيون الليل، ممتثلين سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وامتثال السنة توحيد، فإذا بزغ فجر يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر صلوا الفجر في أول وقتها للتفرغ للذكر والدعاء إلى الإسفار جدا قبيل طلوع الشمس، وهو وقت طويل يُظن حضور القلب فيه لأنه بعد نوم وراحة فتكون قلوبهم حاضرة لتعظيم الله تعالى وذكره ودعائه، وهو ذكر منصوص عليه في القرآن الكريم فى سورة البقرة ” ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين”.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock