أخبار مصر

الدكروري يكتب عن عالمية شيخ الإسلام الليث بن سعد

الدكروري يكتب عن عالمية شيخ الإسلام الليث بن سعد
بقلم / محمـــد الدكـــروري  
ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية الكثير والكثير عن الإمام الليث بن سعد هو شيخ الإسلام الإمام الحافظ العالم أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي القلقشندي، وكان شيخ الإسلام الليث بن سعد مصريا وعالميا فى آن واحد فإنه يعيش فى القاهرة وتمتد ممتلكاته فى أكثر من منطقة، كما أنه يحج إلى بيت الله الحرام باستمرار، وكان يلتقى الإمام مالك فى المدينة، وفى منزله التقى الإمام أبو حنيفة النعمان، ولقد زار بغداد وناقش فى بغداد مدرسة أهل الرأى كما ناقش فى المدينة مدرسة الأثر، وكان فى كل مناقشاته ومناظراته حضاريا كبلاده، كان يقدم الأخلاق على المعرفة، وكان يقول تعلموا الحلم قبل العلم، ولقد حفظ التاريخ رسالتين فى الجدل الفقهى بينه وبين الإمام مالك.
FB IMG 1685440992973
ولقد اختلف الليث ومالك فى كثير من الأمور، حسبما يرصد عبد الرحمن الشرقاوى فى أئمة الفقه التسعة، فقيل أنه أجاز الإمام مالك ضرب المتهم بالسرقة حتى يعترف، ورفض الليث، ولقد اختلف الإمامان أيضا فى قضايا الزواج والولادة، فكان مالك يعتد بالنسب، فلا يصح زواج القرشى بغير القرشية، أو العربى بغير العربية، وقد رفض الليث رأى مالك، استنادا إلى قوله تعالي ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم” كما أفتى الإمام مالك بأن الجنين يمكن أن يستقر فى بطن أمّه ثلاث سنوات، ورفض الليث، ورأى أن ذلك خطأ علمى وشرعي، ويفتح الباب للفساد الأخلاقي، ولقد وافق مالك الليث وعاد عن فتواه، ولقد اختلف الليث مع أبى حنيفة فى مسألة الأوقاف، حيث كان أبو حنيفة لا يجيز الوقف لأن فى حبس المال قيدا وضررا.
وقد أجاز الليث الوقف، وحين قام أحد الولاة بهدم الكنائس، قال الليث إن هدم الكنائس فى مصر بدعة تخالف دين الإسلام وقد استجاب الخليفة لطلبه بإعادة بناء الكنائس وإضافة كنائس جديدة، وتوفي الليث بن سعد في مصر في يوم الجمعة الخامس عشر من شهر شعبان سنة مائة وخمس وسبعين من الهجرة، وكانت جنازته عظيمة، وحزن عليه أهل مصر حتى كانوا يعزّون بعضهم بعضا ويبكون، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي والي هارون الرشيد على مصر، ودفن الليث بن سعد في مقابر الصدفيين في القرافة الصغرى، وقبره مشهور، وكان قبره في البداية على هيئة مصطبة حتى بنى أبو زيد المصري أحد كبار تجار مصر عليه قبة بعد سنة ستمائة وأربعين من الهجرة، وصار مسجدا. 
ثم تعاهد بعده عدد من الأعيان تجديد القبة، ثم أضاف لها الأمير يشبك بن مهدي سنة ثماني مائة وأربع وثمانين من الهجرة، مئذنة في عهد السلطان الملك الأشرف قايتباي، ثم جدد السلطان قنصوه الغوري المسجد في شهر رجب عام تسعمائة وإحدي عشر من الهجرة، ومن بعده جدده الأمير موسى جوريجى ميرزا مستحفظان في شهر ذي القعدة سنة ألف ومائة وثماني وثلاثين من الهجرة، وهي هيئته الحالية، فرحمه الله رحمة واسعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock