مقالات

الدكروري يكتب عن القاضي عز الدين عبد العزيز

الدكروري يكتب عن القاضي عز الدين عبد العزيز
بقلم / محمـــد الدكـــروري  
ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية الكثير والكثير عن الإمام العز إبن عبد السلام وهو أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السلمي الشافعي، وهو الذي قال عنه الحافظ الذهبي بلغ رتبة الاجتهاد، وانتهت إليه رئاسة المذهب، مع
FB IMG 1685518638804
الزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلابة في الدين، وقصده الطلبة من الآفاق، وتخرج به أئمة، وقال ابن العماد الحنبلي عز الدين شيخ الإسلام الإمام العلامة، وحيد عصره، سلطان العلماء، برع في الفقه والأصول واللغة العربية، وفاق الأقران والأضراب، وجمع بين فنون العلم من التفسير والحديث والفقه واختلاف الناس ومآخذهم، وبلغ رتبة الاجتهاد، ورحل إليه الطلبة من سائر البلاد، وصنف التصانيف المفيدة. 
وُلد العز بن عبد السلام بدمشق سنة خمسمائة وسبع وسبعين من الهجرة، الموافق ألف ومائة وواحد وثمانين من الميلاد، ونشأ بها، ودرس علوم الشريعة واللغة العربية، وتولى الخطابة بالجامع الأموي والتدريس في زاوية الغزالي فيه، واشتهر بعلمه حتى قصده الطلبة من البلاد، كما اشتهر بمناصحة الحكام ومعارضتهم إذا ارتكبوا ما يخالف الشريعة الإسلامية برأيه، وقد قاده ذلك إلى الحبس، ثم إلى الهجرة إلى مصر، فتم تعيينه قاضيا للقضاة فيها، وقام بالتدريس والإفتاء، وتم تعيينه للخطابة بجامع عمرو بن العاص، وحرّض الناس على ملاقاة التتار وقتال الصليبيين، وشارك في الجهاد بنفسه، وعمّر حتى مات بالقاهرة سنة ستمائة وستين من الهجرة، الموافق ألف ومائتان واثنين وستين للميلاد، ودُفن بها. 
وعاش العز بن عبد السلام في الربع الأخير من القرن السادس الهجري، وأكثر من النصف الأول من القرن السابع وعاصر الدولة الأيوبية والدولة المملوكية في الشام ومصر وتعد هذه الفترة الزمنية من أشد العصور في التاريخ الإسلامي اضطرابا وقلقا إذ كانت سلطة الخلافة العباسية والدول القائمة تحت نفوذها في ارتفاع وانخفاض مطلقين، والناس يتنقّلون بين الاستقلال والاحتلال، والوحدة والانفصال، ففي القرن الخامس الهجري اتجه الصليبيون إلى ديار الإسلام، فاحتلوا أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي، حتى سقط بيت المقدس في أيديهم سنة ربعمائة واثنين وتسعين من الهجرة، ثم جاء عهد عماد الدين زنكي أمير الموصل الذي تصدى للصليبيين، وبدأ بتوحيد صفوف المسلمين. 
ثم خلفه ابنه نور الدين محمود الذي اتسم عهده بالصلاح والاهتمام بالعلم، فسعى لتوحيد البلاد الإسلامية وجمع صفوفها ضد أعداء الإسلام، حتى توفي سنة خمسمائة وتسع وستين من الهجرة، فخلفه صلاح الدين الأيوبي الذي كان نائبا عنه في حكم مصر، فأسس الدولة الأيوبية، وبدأ في الإصلاح السياسي والعلمي والاجتماعي والعسكري، وسعى إلى توحيد الشام ومصر، ثم اتجه إلى محاربة الصليبيين، فاستطاع أن يسترد بيت المقدس سنة خمسمائة وثلاث وثمانين من الهجرة، وتابع تحرير فلسطين وسائر بلاد الشام من الصليبيين حتى توفي سنة خمسمائة وتسع وثمانين من الهجرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock