مقالات

الرضا والقناعة وأسرار السعاده

الرضا والقناعة وأسرار السعاده

الرضا والقناعة وأسرار السعاده

بقلمي جمال القاضي

( بدون فصحى )

كتير مننا فاقد الإحساس بالسعاده ، وبيسأل نفسه : ليه انا ربنا أعطاني كل ده بس مفيش متعة أو مش عندي وجوايا إحساس بالسعاده ؟ ، كمان بنفتكر ان الشئ ال بيملكه غيرنا هو أفضل من الشئ ال معانا دايما ، بالرغم ان أحيانا الأشياء ال بتملكها ممكن تكون أحسن بكتير من

الأشياء ال بيملكها غيرك ، من هنا بيبدأ التمرد على كل حاجه وال معاه بتفقد إحساس الشبع النفسي والرضا الداخلي ، ساعتها بتبدأ كمان في حديث وحوار طويل مابينك وبين نفسك وهواها ومعاهم وسوسات الشيطان ، وتلاقي أسئله غريبه ، منها أه لو أنا كنت مكان فلان ، كنت أسعد واحد في الدنيا ، مع أنه من أمنياته نفس أمنياتك أو ال أنت بتتمنى تكون مكانه فاقد هو كمان احساسه بالسعاده ،

وسؤال تاني ممكن نسأله لنفسنا وقتها ونقول : هو ليه ربنا غضبان عليا ؟ ، هيا ليه الظروف دايما معنداني ؟ ، هو ليه أنا حظي في الدنيا شويه ؟ ، هو ليه أنا مليش حظ زي غيري ؟ ، هيا الدنيا ليه بتعمل معايا كده ؟ ، وغيرها وغيرها من اسئله كتيره ممكن لو مشيت معاها عند بعضها مش هنلاقي جواب غير حد جواك بيجاوبك ويقولك ، انت فعلا ربنا غضبان عليك ، أنت فعلا ملكش حظ في الدنيا ، وحتى كمان الناس كلها بتكرهك بس شوف ، هتلاقي الكره في عيون كل الناس ال حواليك والسبيل الوحيد انك تنتحر وتخلص من الدنيا وكل ال فيها علشان أنت أصبحت شخص ملكش فيها أي لازمه ولافايده وأهو هتستريح وتريح الناس منك ، حتى كمان آهلك أصبحوا بيكرهوك وأولادك وكمان زوجتك ،

طبعا إحساس صعب تمرد النفس وعدم رضاها بالواقع والظروف ، لكن كل ده له سبب واحد مفيش غيره ، وهو عدم الرضا والقناعه ، الرضا والقناعه بما تملك هو سر من أسرار إحساسك بالسعاده ، لأنك لو قلت لنفسك لما كانت بتقولك ال مع غيرك هو افضل من ال معاك لا ، انا ال معايا هو الأحسن ، كنت ساعتها هتحاول فعلا تظهره بمظهر أحسن ،

هقولك مثال بسيط من أمثله كتير ، وهو الزوجة ، كنت زمان في مرحلة الخطوبة بتشوفها أجمل بنت بالكون وتتمنى منها ولو إبتسامه بسيطه معاها ملامح الرضا عليك ، وقتها كنت بتشوف الدنيا بشكل تاني وكنت طاير معاها بالفرح ، ونفس الشئ معاها لما كانت تشوفك مبسوط بتكون هي اسعد انسانه ، لكن إختلفت النظرة مابينكم بعد الزواج ، إتحول الحب لكره ممكن يوصل لدرجة التمني الداخلي بالموت لكل واحد منهم ويخلص ، تعرفوا ليه الإحساس ده ، علشان كل واحد من أطراف العلاقه كأنه رمى بذره في أرض صحراء وبينتظر الثمر منها من غير أي ظروف نوفرها لها علشان تنمو من ري ورعايه علشان تفضل وتكمل للنهاية بنفس النضاره والنمو للافضل ، لكن بالنهاية وبفقدان عوامل الحياه بتموت وكأنها ماكانت من قبل ، لا وإيه كمان لما نمر على اي مزرعة كل ال فيها مثمر مش بنسأل هو صاحبها عمل فيها إيه علشان تبقى كده ، لا ده بيتمنى تكون مزرعته هو ،

طيب لو رعيت الزوجة واقتنعت من جوايا ان دي نصيبي ولازم ارضى بيه كان ايه ال يحصل ، طيب لو رضيت ان رزقي من المال هو ده واقلمت نفسي وحياتي ومصاريفي على قدر الرزق ده كان يحصل إيه ، طيب لو رضيت ان تعليم ابني هو ده لأن مستوى ذكاؤه أخره كده وأنا عملت معاه ال أي حد ممكن يعمله ، وقلت خلاص الحمد لله على كده ، طيب حالتك وعملك مهما كان شكله لو رضيت عليه ، كان شكلك ايه ، 

كنت هتشوف الزوجه أجمل إنسانه ، كنتي هتشوفي زوجك هو الراجل المناسب وهو ال يقدر يحافظ عليكي ، كنت هتلاقي ربنا بيبارك دايما في صحتك رغم أبسط الأنواع من الآكل والشرب ال مش عاجبك ، كنت هتشوف نفسك سليم ومعافي من المرض ، كنت هتخلي عنيك متبعدش لبعيد وتقلب في وجوه الناس وتقول دي أحسن والتانيه أجمل ، كنت هتشوف ابنك هو سندك لما تكبر وتتسند عليه وتعمله عكازك ال يرافقك دايما ومعاك في وقت مرضك ولا عمره يقول بينه وبين نفسه هو لسه عايش ليه لحد دلوقت ، هو ربنا مش بيريحه ويريحني منه ليه علشان اعيش حياتي بحريتي ، كنت لو رضيت هتشوفه كل يوم الصبح يجري عليك ويقول ربنا يخليك لنا ويبوس على ايديك ، كان يحاول يحسسك انك لسه زي ماانت ، وان موتك هو موت لنا ووجودك فرحه وسطنا ، كانت اللقمه ال بتاكلها هتتهضم وتتصرف الفضلات الباقيه منها من جسمك بدون تعب ، كنت هتنام على الوساده وفي ثانيه تروح في نوم عميق من غير كوابيس تشوف فيها حد بيطاردك أو عايز يقتلك ، وكنت هتصحى تقول الحمد لله الذي احيانا بعد أن أماتنا وإليه المرجع والمصير ، كنت هتقول أصبحنا وأصبح الملك لله ، كنت هتشوف أجمل لمه مع أولادك وعلى وشوشهم إحساس بالفرحه وانت بوسطهم ،

كل ده مش هتشوفه أو تحس بيه بدون القناعه والرضا ، لأن الاثنين من غيرهم مفقوده منك السعاده ، بس جرب هتلاقي انهم أجمل شئ بالدنيا ، ساعتها عينيك مش هتشوف إلا الحلال ، ساعتها القليل هيكبر بالبركه وقبل كل ده وبعده كمان رضا الله عليك وده من اعظم النعم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock