دين ودنيا

الدكروري يكتب عن فوائد فريضة الحج التربوية والإيمانية

الدكروري يكتب عن فوائد فريضة الحج التربوية والإيمانية

الدكروري يكتب عن فوائد فريضة الحج التربوية والإيمانية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وضحت لنا كتب الفقه الإسلامي أنه تشتمل فريضة الحج إلى بيت الله الحرام على العديد من الفوائد، التربوية والإيمانية، وبسهولة ويسر يستطيع المطالع للنصوص الشرعية أن يصل إليها، من خلال التأمل في تلك النصوص، ومراجعة تعليقات علماء الأمة ودعاتها وسلفها الصالحين عليها، إلا أن الفوائد التربوية الجليلة المضمنة في هذه
الشعيرة التي هي مِن أعظمِ شعائر هذا الدين، تدور في مجملها حول أمرين اثنين، فالأول هو إعلان صيحة التوحيد عالية مدوية تسد الآفاق، وتصم آذان الشرك، وتدك صروحه، وتزلزل كيانه ذلك لما في الحج من نفي العبودية أو الملك المطلق لغير الله تعالى، بل وإعلان وثيقة عالمية يوقع عليها نائبون عن أجناس الأرض من أدناها إلى أدناها، عربيها وأعجميها.
شرقيها وغربيها أن الله تعالى واحد، وطريقه واحد، ونسكه واحد، فليس مشهد أشد على أعداء الملة من أن يروا تلك الملايين التي أتت البلد الحرام رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا بعبودية الله وحده، وتفرده واستحقاقه دون سواه بأن يتوجة إليه بالطاعة والعبادة، وأن يفرد بالتحاكم إليه، والإذعانِ لأمره ونهيِه، وإن أفعال الحج من الإحرام والطواف، والسعي ورمي الجمار، والوقوف بعرفة ومزدلفة من الأفعال ما ينبئ عن امتثال العبد لأوامر سيده وإن لم يفهم المقصود من هذه الأوامر، إنما يتعين عليه الامتثال، ويلزمه الانقياد من غير سؤال عن المقصود، ولا طلب الفائدة والمعنى من هذه الأفعال لذا كان من تلبيته صلى الله عليه وسلم “لبيك حقا حقا، تعبدا ورقا، لبيك إله الحق” 
واعلموا جيدا أننا نقف جميعا على شاطئ رملي، نرقب وبلهف قدوم سفينة الحج، فالكل قد هيأ نفسه للدخول داخل السفينة والركوب فيها لأنها لا تغرق، ولكي لا نغرق علينا أن نتمثل فعل الرعيل الأول، الذي انتصر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يوم صنعهم، صور حية من الإيمان، يوم صاغ من كل واحد منهم قرآنا حيا يدب على الأرض، ونموذجا مجسما للإسلام، يراه الناس فيرون الإسلام، فالمصحف وحده لا يعمل حتى يكون رجلا، والمبادئ لا تعيش حتى تكون سلوكا يتبع، والحج لا يرفع له شراع، ولا يقدر على شق عباب الفضاء إلى رافع السماء، إلا إذا كان خالصا لرب العالمين، سليما من آية شائبة، فتتوالى علينا مواسم الخير والبركة، لنتزود فيها من الأعمال الصالحة ما يكون طمأنينة ليومنا، وذخرا لغدنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock