مقالات

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب صفة الجنة

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب صفة الجنة

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب صفة الجنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الأصبهاني وهو أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى ابن مهران، وهو صاحب كتاب صفة الجنة، وقد رحل أبو نعيم في طلب العلم وعمره عشرين عاما في
سنة ثلاثمائة وست وخمسين للهجرة، ولم تذكر كتب التراجم نصوصا واضحة لرحلاته وتواريخها، ولكن يؤخذ من سيرته أنه قد سمع الحديث عن بعض شيوخه في بلدانهم، فرحل إلى مكة وبغداد والبصرة والكوفة ونيسابور، ويظهر من اتساع راويات أبي نعيم وكثرتها، وكثرة شيوخه، وتلامذته الذين أخذوا عنه أنه قد رحل إلى بلدان أخرى غير ما ذكر، وقال الحافظ أبو القاسم بن عساكر ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمن أدرك من شيوخ أصبهان. 
أن السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على أصبهان أمر عليها واليا من قبله، ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي، فقتلوه، فرجع السلطان إليها، وآمنهم حتى اطمأنوا، ثم قصدهم في يوم جمعة وهم في الجامع، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وكانوا قبل ذلك منعوا الحافظ أبا نعيم من الجلوس في الجامع، فسلم مما جرى عليهم، وكان ذلك من كرامته، وقال محمد بن طاهر المقدسي سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول رأيت بخط أبي بكر الخطيب سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم عن جزء محمد بن عاصم كيف قرأته على أبي نعيم وكيف رأيت سماعه ؟ فقال أخرج إلي كتابا وقال هو سماعي، فقرأته عليه ثم قال الخطيب قد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها، منها أن يقول في الإجازة أخبرنا من غير أن يبين. 
وقال الحافظ أبو عبد الله ابن النجار جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نعيم والحافظ الصادق إذا قال هذا الكتاب سماعي، جاز أخذه عنه بإجماعهم، وقيل قول الخطيب أنه كان يتساهل إلى آخره، هذا شيء قل أن يفعله أبو نعيم وكثيرا ما يقول كتب إلي الخلدي ويقول كتب إلي أبو العباس الأصم، وأخبرنا أبو الميمون بن راشد في كتابه، ولكن قيل أنه يقول في شيخه عبد الله بن جعفر بن فارس الذي سمع منه كثيرا وهو أكبر شيخ له، أخبرنا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه فيوهم أنه سمعه، ويكون مما هو له بالإجازة، ثم إطلاق الإخبار على ما هو بالإجازة مذهب معروف قد غلب استعماله على محدثي الأندلس، وتوسعوا فيه، وإذا أطلق ذلك أبو نعيم في مثل الأصم وأبي الميمون البجلي. 
والشيوخ الذين قد علم أنه ما سمع منهم بل له منهم إجازة، وكان له سائغا والأحوط تجنبه، وقال أبو الحجاج الكلبي الحافظ أنه رأى خط الحافظ ضياء الدين قال وجدت بخط أبي الحجاج بن خليل أنه قال رأيت أصل سماع الحافظ أبي نعيم لجزء محمد بن عاصم، فبطل ما تخيله الخطيب، وتوهمه، وما أبو نعيم بمتهم، بل هو صدوق عالم بهذا الفن، ما أعلم له ذنبا والله يعفو عنه أعظم من روايته للأحاديث الموضوعة في تواليفه، ثم يسكت عن توهيتها ، وقال الحافظ أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو، سمعت أبا الحسين القاضي، سمعت عبد العزيز النخشبي يقول لم يسمع أبو نعيم ” مسند ” الحارث بن أبي أسامة بتمامه من أبي بكر بن خلاد، فحدث به كله، فقال الحافظ ابن النجار قد وهم في هذا.
فأنا رأيت نسخة الكتاب عتيقة وخط أبي نعيم عليها يقول سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد ويمكن أن يكون روى الباقي بالإجازة، ثم قال لو رجم النجم جميع الورى لم يصل الرجم إلى النجم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock