الدكروري يكتب عن صاحب كتاب الجامع لأحكام القرآن
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام القرطبي، وذكر المؤرخون أن للقرطبي عدة مؤلفات وهي الجامع لأحكام القرآن وهو كتاب جمع تفسير القرآن كاملا، والتذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، والتذكار في
أفضل الأذكار، والأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، والإعلام بما في دين النصارى من المفاسد، والأوهام واجتهار محاسن دين الإسلام، قمع الحرص بالزهد والقناعة، والمقتبس في شرح موطأ مالك بن أنس، واللمع اللؤلؤية في شرح العشرينات النبوية، وإن المطالع لتفسير الإمام القرطبي يلاحظ تأثرا كبيرا بعلماء سبقوه منهم الإمام الطبري وهو صاحب جامع البيان في تفسير القرآن، أفاد منه القرطبي وتأثر به خاصة في التفسير بالمأثور، والماوردي وقد نقل عنه القرطبي وتأثر به.
وأبو جعفر النحاس صاحب كتابي إعراب القرآن، ومعاني القرآن، وقد نقل عنه القرطبي كثيرا، وأيضا ابن عطية وهو القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية صاحب المحرر الوجيز في التفسير، وقد أفاد القرطبي منه كثيرا في التفسير بالمأثور وفي القراءات واللغة والنحو والبلاغة والفقه والأحكام، وأبو بكر ابن العربي صاحب كتاب أحكام القرآن، وأفاد منه القرطبي وناقشه ورد هجومه على الفقهاء والعلماء، وذكر غير واحد من مؤرخي حياة الإمام القرطبي، أن أوقاته كانت معمورة بين توجه للعبادة أو التصنيف، وهذا شأن العلماء، وسمة العارفين الفضلاء، ومنشأ هذه الميزة في شخصيته العلمية هي جديته في الحياة، ومضاء عزيمته وكان رحمه الله تعالى كثير المطالعة، مجدا في التحصيل، كثير الحديث عما يشكل.
وكان يحب الكتب حبا جما، ويحرص على جمعها واقتنائها، حتى لقد تجمع لديه منها مجموعات كثيرة منوعة ولو أن باحثا قام بجمع موارده في تفسيره فقط، لتجمع لديه الشيء الكثير، والعجب العجاب من آثار المشرقيين والمغربيين معا، ويوجد مثال من حبه للكتب وشغفه بالمطالعة، من كتابه التذكرة فقط حيث قال رحمه الله وكنت بالأندلس قد قرأت أكثر كتب المقرئ الفاضل أبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان، توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة، فهذا النص يدلنا على ولعه بالقراءة والكتب منذ نعومة أظفاره، فهذا النص يدلنا على ولعه بالقراءة والكتب منذ نعومة أظفاره، إذ صرح بأنه قرأ أكثر كتب ذلك العالم المذكور وهو في الأندلس بعد، كما كان ولوعا بكتب حافظ المغرب ابن عبد البر.
والفقيه العلامة المالكي ابن العربي، فأكثر النقل من كتبهما، ولا سيما التمهيد للأول، وأحكام القرآن للثاني، وهذا يدلنا على مدى تأثره بهما، إذ اجتمع معهما في صفات علمية كثيرة، وقد تأثر به كثير من المفسرين جاءوا بعده، وانتفعوا بتفسيره وأفادوا منه كثيرا، ومن هؤلاء الحافظ بن كثير، وأبو حيان الأندلسي الغرناطي وذلك في تفسيره البحر المحيط، والشوكاني القاضي العلامة محمد بن علي الشوكاني، وقد أفاد من القرطبي كثيرا في تفسيره فتح القدير.
زر الذهاب إلى الأعلى