الدكروري يكتب عن صاحب كتاب الأنوار القدسية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام عبد الوهاب الشعراني، وهو أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري،وقيل أنه بدأ الإمام الشعراني تلقي العلم في عمر مبكر، فقد حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال في السابعة من عمره، وقد أظهر الشعراني نباغة وذكاء شديدين، الأمر الذي دفع بوالده ليطلب
له الإجازة من الشيخ جلال الدين السيوطي والذي أجازه بالفعل في ذلك، وبعد وفاة والده بأربعة أعوام رحل الشعراني إلى القاهرة، بهدف الدراسة في الأزهر الشريف، والتفقه في الدين، حيث بقي ملازما لشيخه علي الشوني، ما يقارب الخمسة أعوام، وكان للبيئة التي نشأ فيها الشعراني دور كبير في سلوكه طريق التصوف، حيث عُرف عنه منذ طفولته المبكرة كثرة العبادة، والتهجد، وقيام الليل.
وقد استمر على نهجه هذا حتى بعد انتقاله إلى القاهرة، حيث لم يمنعه طلب العلم من كثرة الصوم، وكف النفس عن الشهوات، إلى أن قيّض الله له شيخا صوفيا أرشده إلى الطريقة الصحيحة لمعالجة النفس وتزكيتها، ليقبل بعد ذلك على طريق الصوفية بهمة عالية، ودون ملل أو كلل، حتى بالغ في ذلك أشد المبالغة، إذ ألزم نفسه على كبح شهواته حتى عن الحلال، وأجبرها على عمل ما لا تطيق، ومن الأمثلة على ذلك لبسه الملابس المصنوعة من الخيش، وامتناعه عن أكل أطايب الطعام، وغيرها من مظاهر الحياة القاسية، وعاش الشعراني خمس وسبعين عاما وقد ذكر أنه خلف فيها ثلاثمائة كتاب في موضاعات شتى، منها الفتح المبين في جملة من أسرار الدين، والأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية.
والكوكب الشاهق في الفرق بين المريد الصادق وغير الصادق، والبحر المورود في المواثيق والعهود، والبدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير، والطبقات الصغرى، والطبقات الوسطى، والطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات الأخيار، والأنوار القدسية في بيان آداب العبودية، والأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية، والدرر المنثورة في بيان زبد العلوم المشهورة، وهو موسوعة في علوم القرآن، والفقه وأصوله، والدين، والنحو، والبلاغة، والتصوف، وكشف الغمة عن جميع الأمة، في الفقه على المذاهب الأربعة، ولطائف المنن والأخلاق في بيان وجوب التحدث بنعمة الله على الإطلاق، وهي المنن الكبرى، في التصوف والأخلاق الإسلامية، ولواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية.
والمختار من الأنوار في صحبة الأخيار، ومختصر الألفية لابن مالك، في النحو، ومختصر التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة وهي تذكرة القرطبي، ومختصر تذكرة الإمام السويدي في الطب، وهي تذكرة شهاب الدين أحمد سلاقة القليوبي الشافعي، ومختصر كتاب صفة الصفوة لأبي الفرج ابن الجوزي، ومشارق الأنوار في بيان العهود المحمدية، والمقدمة النحوية في علم العربية، والميزان الكبرى، في الفقه الإسلامي، ومذاهب أصول الفقه، وهو مدخل لجميع أقوال الأئمة المجتهدين ومقلديهم.
زر الذهاب إلى الأعلى