مقالات

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب إحياء علوم الدين

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب إحياء علوم الدين

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب إحياء علوم الدين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الإمام العالم أبو حامد الغزالي الطوسي النيسابوري الشافعي الأشعري، وقيل أنه جاء عبد الرحمن البدوي بعمل ضخم في كتاب أسماه مؤلفات الغزالي، وتم نشره سنة ألف وتسعمائة وستون ميلادي،وفيه تناول البدوي، ربعمائة وسبع
وخمسون مصنفا ينسبون جميعا إلى الإمام الغزالي، وبعد تلك المراحل بدأ اهتمام الغزالي يتجه نحو علوم التصوف، فابتدأ بمطالعة كتبهم مثل قوت القلوب لأبي طالب المكي، وكتب الحارث المحاسبي، والمتفرقات المأثورة عن الجنيد وأبي بكر الشبلي وأبي يزيد البسطامي، كما أنه كان يحضر مجالس الشيخ الفضل بن محمد الفارمذي الصوفي، والذي أخذ عنه الطريقة، فتأثر بهم تأثرا كبيرا، حتى أدى به الأمر لتركه للتدريس في المدرسة النظامية في بغداد.
واعتزاله الناس وسفره لمدة إحدي عشر سنة، تنقل خلالها بين دمشق والقدس والخليل ومكة والمدينة المنورة، كتب خلالها كتابه المشهور في التصوف إحياء علوم الدين، وكانت نتيجة رحلته الطويلة تلك أن قال وانكشفت لي في أثناء هذه الخلوات أمور لا يمكن إحصاؤها واستقصاؤها، والقدر الذي أذكره لينتفع به أني علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالي، خاصة وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، وكان الإمام أبو حامد الغزالي عند جمهور المتقدمين حجّة الإسلام ومجدد القرن الخامس الهجري، ومحيي علوم الدين، وكان من أقوال الثناء عليه ومدحه، هو أن قال شيخه أبو المعالي الجويني بأن الغزالي بحر مغدق. 
وقال الذهبي عنه أنه الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي، الغزالي، صاحب التصانيف والذكاء المفرط، وقال عنه ابن الجوزي صنف الكتب الحسان في الأصول والفروع، التي انفرد بحسن وضعها وترتيبها، وتحقيق الكلام فيها، وقال عنه تاج الدين السبكي هو حجة الإسلام ومحجة الدين التي يتوصل بها إلى دار السلام، جامع أشتات العلوم، والمبرز في المنقول منها والمفهوم، جرت الأئمة قبله بشأو ولم تقع منه بالغاية، ولا وقف عند مطلب وراء مطلب لأصحاب النهاية والبداية، وكان من أشهر مؤلفات الإمام الغزالي في التصوف كتابه إحياء علوم الدين، والذي قد حاز شهرة وانتشارا ما لم يقاربه أي كتاب من كتبه الأخرى.
حتى صارت نسخه المخطوطة مبثوثة في مكتبات العالم، وقد امتدح الكتاب غير واحد من علماء الإسلام، مثل ما قاله عبد الرحيم العراقي المحدث الذي خرّج أحاديث الإحياء، حيث قال عنه إنه من أجل كتب الإسلام في معرفة الحلال والحرام، جمع فيه بين ظواهر الأحكام، ونزع إلى سرائر دقت عن الأفهام، لم يقتصر فيه على مجرد الفروع والمسائل، ولم يتبحر في اللجة بحيث يتعذر الرجوع إلى الساحل، بل مزج فيه علمي الظاهر والباطن، ومرج معانيها في أحسن المواطن، وسبك فيه نفائس اللفظ وضبطه، وسلك فيه من النمط أوسطه، وقال غيره من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock