مقالات

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب أضواء البيان

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب أضواء البيان
بقلم / محمـــد الدكـــروري  
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الشنقيطي وهو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر بن محمد بن نوح بن محمد بن أحمد بن المختار الجكني، والإمام الشنقيطي له مؤلفات عدة من بينها أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ودفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب، ومنع جواز
المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز، والأسماء والصفات نقلا وعقلا، وألفية في المنطق، وآداب البحث والمناظرة، وخالص الجمان في أنساب العرب، ونظم في الفرائض، ومذكرة أصول الفقه على روضة الناظر، ورحلة خروجه إلى الحج، والمعلقات العشر وأخبار شعرائها، ويقول عنه أحد تلاميذه وهو الشيخ عبد الله أحمد قادري كان قوي العاطفة، يتفاعل مع الآيات. 
ويظهر لمن يراه ويسمعه أنه يفسر ويتفكر ويتعجب ويخاف ويحزن ويُسر، بحسب ما في الآيات من المعاني، وكان يُحرك يديه ويتحرك وهو على مقعده بدون شعور من شدة تفاعله مع معاني الآيات، فكان مقعده يزحف حتى يصل إلى المقعد الذي يقابله من مقاعد الطلاب، وكان يدخل قاعة الدرس وهو مريض لا يكاد يستطيع الكلام من وجع حلقه، ولكنه بعد قليل من بدء المحاضرة ينطلق بصوته وينسى أنه مريض لشدة تفاعله مع المعاني التي يلقيها، ويقول ابنه عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي كان والدي ينهانا عن أكل الحوامض، لأن لها أثرا في الحفظ، وقال فيه الشيخ محمد بن إبراهيم مُلئ علما من رأسه إلى أخمص قدميه، وقال أيضا هو آية في العلم والقرآن واللغة وأشعار العرب. 
قال عنه الشيخ ابن باز من سمع حديثه حين يتكلم في التفسير، يعجب كثيرا من سعة علمه واطلاعه وفصاحته وبلاغته، ولا يمل سماع حديثه، وقال عنه العلامة الألباني من حيث جمعه لكثير من العلوم، ما رأيت مثله وشبهه بشيخ الإسلام ابن تيمية، قال الشيخ بكر أبو زيد لو كان في هذا الزمان أحد يستحق أن يُسمّى شيخ الإسلام لكان هو، وقال الشيخ حماد الأنصاري له حافظة نادرة قوية، ويُعتبر في وقته نادرا، قال الشيخ بكر أبو زيد كان متقللا من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وحفظ القرآن وهو دون العاشره من عمره، ودرس خلال حفظه للقرآن بعض المختصرات في فقه الإمام مالك كرجز الشيخ ابن عاشر ودرس خلالها الأدب والنحو، والسيرة على زوجة خاله. 
قال الشيخ رحمه الله أخذت عنها مبادئ النحو ودروس واسعة في أنساب العرب وأيامهم ونظم الغزوات لأحمد البدوي الشنقيطي وغيرها، ثم درس بقية العلوم على جمع من العلماء، وقال الشيخ لما حفظت القرآن وأخذت الرسم العثماني وتفوقت فيه على الأقران عنيت بي والدتي وأخوالي أشد عناية وعزموا على توجيهي للدراسة في بقية الفنون فجهزتني والدتي بجملين أحدهما عليه مركبي وكتبي والآخر عليه نفقتي وزادي وصحبني خادم ومعه بقرات وقد هيئت لي مركبي كأحسن ما يكن المركب وملابس كأحسن ما تكون فرحا بي وترغيبا لي في طلب العلم، وقال الشيخ عطية حدثني الشيخ رحمه الله فقال جئت للشيخ في قراءتي عليه فشرح لي كما كان يشرح ولكنه لم يشف ما في نفسي على ما تعودت. 
ولم يرولي ظمئي، وقمت من عنده وأنا أجدني في حاجة إلى إزالة بعض اللبس، وإيضاح بعض المشاكل وكان الوقت ظهرا فأخذت الكتب والمراجع فطالعت حتى العصر فلم أفرغ حتى المغرب فأوقد لي خادمي النار وكنت أشرب الشاي الأخضر كلما كسلت حتى انبثق الفجر وأنا في مجلسي لم أقم إلا لصلاة أو تناول طعام حتى فرغت من درسي وزال اللبس عني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock