مقالات

الدكروري يكتب عن صاحب السر المكتوم في مخاطبة النجوم

الدكروري يكتب عن صاحب السر المكتوم في مخاطبة النجوم

الدكروري يكتب عن صاحب السر المكتوم في مخاطبة النجوم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام فخر الدين الرازي، هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي الرازي، وقيل أنه خاض من العلوم في بحار عميقة، وراض النفس في دفع أهل البدع وسلوك الطريقة، أما الكلام فكل ساكت خلفه، وكيف لا وهو الإمام، رد على طوائف
المبتدعة، وهد قواعدهم، وأما علوم الحكماء، فلقد تدرع بجلبابها، وتلفع بأثوابها، وتسرع في طلبها حتى دخل من كل أبوابها، وأما الشرعيات تفسيرا، وفقها وأصولا وغيرها، فكان بحرا لا يجارى وبدرا، إلا أن هداه يشرق نهارا، ولقد أجاد ابن عنين، حيث يقول فيه ماتت به بدع تمادى عمرها دهرا وكاد ظلامها لا ينجلي وعلا به الإسلام أرفع هضبة ورسا سواه في الحضيض الأسفل، واشتهرت مصنفاته في الآفاق. 
وأقبل الناس على الاشتغال بها، ورفضوا كتب المتقدمين، وأقام بهراة، وكان يلقب بها شيخ الإسلام، وكان كثير الإزراء بالكرامية، فقيل إنهم وضعوا عليه من سقاه سما، فمات، وكان خوارزم شاه يأتي إليه، وكان إذا ركب يمشي حوله نحو ثلاث مائة نفس من الفقهاء وغيرهم، وكان شديد الحرص جدا في العلوم، وأصحابه أكثر الخلق تعظيما له، وتأدبا معه، له عندهم المهابة الوافرة، وأما كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم، فلم يصح أنه له بل قيل إنه مختلق عليه واعلم أن الشيخ الذهبي ذكر الإمام الرازي في كتاب الميزان، في الضعفاء، وكتبت أنا على كتابه حاشية، مضمونها أنه ليس لذكره في هذا المكان معنى، ولا يجوز من وجوه عدة، أعلاها أنه ثقة حبر من أحبار الأمة، وأدناها أنه لا رواية له.
فذكره في كتب الرواة مجرد فضول، وتعصب وتحامل تقشعر منه الجلود إلى أن قال واعلم أن هذه الجملة من كلام الإمام دالة على مراقبته طول وقته، ومحاسبته لنفسه، رضي الله عنه، وقبح من يسبه، أو يذكره بسوء حسدا وبغيا من عند نفسه، ودافع عنه سعيد فودة دفاعا قويا في كتابه الكاشف الصغير عن عقائد ابن تيمية فقال ابن تيمية الذي ظهر في النصف الثاني من القرن السابع وتوفي في الرابع الأول من القرن الثامن، كان واحدا من الذين حملوا لواء التجسيم ودافع عنه متسترا تحت راية الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ليستجلب قلوب العوام إلى هذا المذهب كما سترى في هذا الكتاب وقد كان المجسمة بكافة طوائفهم وفرقهم ما زالوا لا يستطيعون النهوض من آثار الضربات القوية والمتلاحقة. 
التي كالها الإمام فخر الدين الرازي لمذهبهم ومشايخهم، وقد كان المجسمة بكافة طوائفهم وفرقهم ما زالوا لا يستطيعون النهوض من آثار الضربات القوية والمتلاحقة التي كالها الإمام فخر الدين الرازي لمذهبهم ومشايخهم، فهو رحمه الله ما تركهم إلا بعد أن كسر شوكتهم وتركهم ضحكة للمتقدمين والمتأخرين، وكان الإمام الرازي شديد الوطأة عليهم في المناظرات وفي كتبه حتى كان بعضهم يبكي أمام الناس من هول ما يلاقيه من هذا الإمام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock