الدكروري يكتب عن حكاية النقشبندي مع الملحن بليغ حمدي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الشيخ سيد محمد النقشبندي، وقيل أنه كان الرئيس السادات من المغرمين بصوت النقشبندى، وكان عندما يذهب إلى قريته في ميت أبو الكوم يبعث إلى النقشبندي لينشد له ابتهالاته في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النقشبندي أحد خمسة مشايخ مقربين
من السادات منهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر، وقد حصل الشيخ سيد النقشبندي على العديد من الأوسمة والنياشين من عدد من الدول التي زارها، كما كرمه الرئيس السادات بعد وفاته عام ألف وتسعمائة وتسع وسبعين ميلادي، فحصل على وسام الدولة من الدرجة الأولى، وأطلقت محافظة الغربية التي عاش فيها أغلب عمره.
اسمه على أكبر شوارعها في مدينة طنطا، وعن حكاية الشيخ سيد النقشبندي مع الملحن بليغ حمدي، التي أثمرت عن ست ابتهالات، قال عنها النقشبندي في حديث جمعه بالإذاعي الكبير وجدي الحكيم لو مكنتش سجلتهم مكنش بقالي تاريخ بعد رحيلي، ومن بين أشهر الابتهالات التي تعاونا فيها مولاي إني ببابك، وبدأت الحكاية في حفل خطبة ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي كان يحرص على وجود إنشاد ديني في الحفلات التي يحضرها، وكان النقشبندي ضيفا في الحفل، وأثناء قيام الأخير بتحية السادات، أشار السادات لوجدي الحكيم وبليغ حمدي، قائلا افتحوا الإذاعة أنا عايز أسمع النقشبندي مع بليغ، وذلك بحسب ما حكاه الحكيم، وبعد أيام حضر النقشبندي لمبنى الإذاعة برفقة الحكيم.
وظل النقشبندي يردد على آخر الزمن يا وجدي، يلحن لي بليغ، معتقدا أن بليغ سيصنع له لحنا راقصا ولن يتناسب مع جلال الكلمات التي ينطق بها في الأدعية والابتهالات، وحاول الإعلامي الكبير تهدئته، إلا إنه كان لا يشعر بجدوى ما يحدث، وفكر في الاعتذار، حتى اتفق مع الحكيم على الاستماع لبليغ وإذا لم يُعجب باللحن الذي سيصنعه، سيرفض الاستمرار، ويقول وجدي الحكيم إن الشيخ النقشبندي، ظل طيلة الوقت ممتعضا، وبعد نصف ساعة من جلوسه مع بليغ في الاستوديو، دخل الحكيم ليجد الشيخ يصفق قائلا “بليغ ده عفريت من الجن” وهكذا كان الشيخ سيد النقشبندي صوتا متفردا لم يأتي الزمان بمثله، يشدو فينقلك إلى عالم أخر وتشعر أنك تسمع كروان من الجنة، يهتز قلبك حين تستمع إلى رائعته.
مولاي إني ببابك وتشعر بأنك تلمس قطعة من السماء حين تسمع أنشودته الله يالله، وصوته الآخاذ والقوي و المتميز، طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التي كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين، وتجعلهم يرددون بخشوع الشيخ سيد النقشبندي.
زر الذهاب إلى الأعلى