الدكروري يكتب عن هارون الرشيد مع أبي معاوية الكوفي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام أبو معاوية الضرير وهو أبو معاوية محمد بن خازم السعدي الكوفي الضرير وهو الذي قال عنه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري أنه أحفظ أصحاب الأعمش، وقال أبو يعلى الخليلي هو ثقة متفق عليه، وقال أحمد بن حمزة بن أبي طاهر كان يدلس، وقال أحمد بن حنبل في غير حديث الأعمش مضطرب لا
يحفظها حفظا جيدا، وقال أحمد بن شعيب النسائي هو ثقة في الأعمش، ومرة ثقة، وقال أحمد بن صالح الجيلي ثقة، وكان يري الإرجاء، كان لين القول فيه، وقال ابن حجر العسقلاني هو ثقة، قد رمي بالإرجاء، أحفظ الناس لحديث الأعمش، قد يهم في حديث غيره، وقال الدارقطني هو من الرفعاء الثقات، وقال الذهبي الحافظ، ثبت في الأعمش، وكان مرجئا.
وقال حفص بن غياث النخعي ما رأيت أحدا قط أحسن قياد الأعمى من الأعمش لأبي معاوية، وقال شعبة بن الحجاج هذا صاحب الأعمش فاعرفوه، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش صدوق، هو في الأعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب، كما وثقه علي بن المديني، وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي هو ثقة كثير الحديث، يدلس، مرجئ، وقال وكيع بن الجراح ما أدركنا أعلم بأحاديث الأعمش منه، وقال يحيى بن معين هو أثبت في الأعمش من جرير، روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير، وفي رواية ابن محرز عنه قال ثقة في حديث الأعمش ولكنه يخطئ، وقال يعقوب بن شيبة السدوسي هو من الثقات وربما دلس، كان يرى الإرجاء، وعن ابن معين قال لنا وكيع من تلزمون ؟
قلنا نلزم أبا معاوية، قال أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة، فقلت لأبي معاوية إن وكيعا قال كذا وكذا، فقال صدق ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربعمائة، وقال أبو معاوية حفظت عن الأعمش ألفا وستمائة، فمرضت مرضة، فذهب عني منها أربعمائة، وقال يحيى كان عنده ألف ومائتان وعند وكيع عن الأعمش ثمانمائة، قلت ليحيى كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش ؟ قال كانت تلك الأحاديث الكبار العالية عنده، وقال علي بن المديني كتبنا عن أبي معاوية عن الأعمش ألفا وخمسمائة حديث وكان عند جرير ألف ومائتان عن الأعمش وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربعمائة ونيف وخمسون حديثا، وعن أبي نعيم قال سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية أما أنت فقد ربطت رأس كيسك.
وعن محمود بن غيلان يقول سمعت شبابة يقول جاء أبو معاوية إلى مجلس شعبة فقال يا أبا معاوية سمعت حديث كذا من الأعمش ؟ قال نعم، فقال شعبة هذا صاحب الأعمش فاعرفوه، وقال أبا نعيم لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة، وقال أحمد بن عمر الوكيعي ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية، وقال أحمد بن داود الحراني سمعت أبا معاوية يقول البصراء كانوا عيالا علي عند الأعمش، وقال ابن عمار سمعت أبا معاوية يقول كل حديث أقول فيه حدثنا فهو ما حفظته من في المحدث وما قلت ذكر فلان فهو ما لم أحفظه من فيه وقرئ عليه من كتاب فحفظته وعرفته، وكان هارون الرشيد يجل أبا معاوية ويحترمه، وقيل إنه أكل عنده فغسل يديه فكان الرشيد هو الذي صب على يده.
وقال تدري يا أبا معاوية من يصب عليك ؟ ثم وصله بذهب كثير، وتوفي الإمام أبو معاوية الضرير في شهر صفر أو أول ربيع الأول سنة مائة وأربع وتسعين من الهجرة.
زر الذهاب إلى الأعلى