الدكروري يكتب عن أصل فرقة الكيسانية والمختارية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الكثير عن الكيسانية وإن الكيسانية منسوبة إلى كيسان وقد اختلفوا في المسمى به إلى أقوال، فمن قائل إنه اسم محمد ابن الحنفية، إلى آخرإنه اسم مولى لعلي، إلى ثالث إنه اسم نفس المختار بن أبي عبيدة الثقفي، إلى رابع إنه اسم صاحب
شرطته المكنى بأبي عمرة وكان اسمه كيسان، وتوجد روايتان الأولى تقول، كانت بدايات هذا المذهب على يد رجل اسمه الكيسان، والرواية الثانية كانت بدايات هذا المذهب على المختار بن أبي عبيد الذي توجه إلى العراق سنة أربع وستين من الهجرة، وذلك بعد موت يزيد بن معاوية داعيا لمحمد بن الحنفية ومدعيا أنه من دعاته، وأخذ يذكر علوما يزخرفها بأسجاع كسجع الكهان ويعزوها إليه، وقد صحب معه كيسانا وجعله على شرطته وتتبع قتلة الحسين.
وقتل من ظفر به وتعرف الكيسانية أيضا بالمختارية نسبة إلى المختار بن أبي عبيد الثقفي، وقالت الكيسانية إن محمد بن الحنفية هو المهدي، وأنه هو وصيّ علي بن أبي طالب ليس لأحد من أهل بيته أن يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولا يُشهّر سيفه إلا بإذنه، وإنما خرج الحسن بن علي إلى معاوية محاربا له بإذن محمد وأودعه وصالحه بإذنه، وأن الحسين إنما خرج لقتال يزيد بإذنه، ولو خرجا بغير إذنه هلكا وضلا وأن من خالف محمد ابن الحنفية كافر مشرك وأن محمد استعمل المختار بن أبي عبيدة على العراقيين بعد قتل الحسين وأمره بالطلب بدم الحسين وثأره وقتل قاتليه وطلبهم حيث كانوا، وسمّاه كيسان لكيسه ولما عرف من قيامه ومذهبه فيهم فهم يسمّون المختارية ويدعون الكيسانية.
ويروي الشهرستاني أن محمد بن الحنيفة تبرأ من المختار حين وصل إلى علمه أنه ادعى أنه من دعاته وبعد موت ابن الحنفية قال أتباع هذا المذهب إن محمد بن الحنفية يقيم في جبل رضوى من جبال تهامة بين أسد ونمر يحفظانه، وعنده عينان تجريان بعسل وماء، وأنه يعود بعد الغيبة فيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وهذا أول حكم بعودة الإمام بعد غيبته عند الشيعة، وسمّوا بعد ذلك بالكيسانية وأحيانا بالمختارية، وقد كان الشاعر كثير عزة من أتباع هذه الطائفة، ومن أقوال علماء أهل السنة في الكياسنة، يقول ابن قتيبة الكيسانية من الرافضة، وهم أصحاب المختار بن أبي عبيد، ويذكرون أن لقبه كيسان، ويقول الأشعري الكيسانية إحدى عشرة فرقة وإنما سموا كيسانية لأن المختار الذي خرج.
وطلب بدم الحسين بن علي ودعا إلى محمد بن الحنفية كان يقال له كيسان ويقال إنه مولى لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فالفرقة الأولى يزعمون أن علي بن أبي طالب نص على إمامة ابنه محمد بن الحنفية لأنه دفع إليه الراية بالبصرة، والفرقة الثانية يزعمون أن علي بن أبي طالب نص على إمامة ابنه الحسن بن علي وأن الحسن بن علي نص على إمامة أخيه الحسين بن علي وأن الحسين بن علي نص على إمامة أخيه محمد بن علي وهو محمد بن الحنفية، والفرقة الثالثة هي الكربية وهم أصحاب أبي كرب الضرير، ويزعمون أن محمد بن الحنفية حي بجبال رضوى أسد عن يمينه ونمر عن شماله يحفظانه يأتيه رزقه غدوة وعشية إلى وقت خروجه وزعموا أن السبب الذي من أجله صبر على هذا الحال أن يكون مغيبا عن الخلق أن لله تعالى فيه تدبيرا لا يعلمه غيره.
زر الذهاب إلى الأعلى