مقالات

 الدكروري يكتب عن أول ملوك مملكة يهوذا الجنوبية

 الدكروري يكتب عن أول ملوك مملكة يهوذا الجنوبية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن مملكة يهوذا في الجنوب وقيل انه كان أول ملوكها رحبعام بن سليمان وعاصمتها أورشليم وقد عاشت أكثر من أختها إسرائيل وتعرضت لغزوات من الشمال والجنوب، وكان آخرها
inbound1698089917940005723
على يد نبوخذ نصر ملك بابل وقد تغلب عليها ودفعت له الجزية، ثم ثارت مرة أخرى فغزاها فسبى من شعبها عشرة الآف من بينها أعيانها وأشرافها وكنوز الهيكل،وثارت عليه مرة أخرى فأتاها هذه المرة وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى اليهود إلى بابل، وكانت نهاية رحبعام معلومة من البداءة، ولكن الله مع ذلك أعطاه أكثر من فرصة، ولقد أعانه الله في السنوات الثلاث الأولى من حكمه فبنى مدنا وحصنها. 
وجاءه الكثيرون من الكهنة واللاويين الذين هربوا من يربعام، وما من شك بأن مجيئهم كان يحمل بركات مضاعفة لمملكة يهوذا، وكان للملك أن يبارك الله لأجل تحسن الظروف التي أحاطت به، لكنه للأسف، حدث العكس، إذ يقول الكتاب “ولما تثبتت مملكة رحبعام وتشددت ترك شريعة الرب هو وكل إسرائيل معه” وقد توالت عليه الكوارث فيما بعد، على قول النبي إرميا “أيها الرب رجاء إسرائيل كل الذين يتركونك يخزون، الحائدون عني في التراب يكتبون لأنهم تركوا الرب ينبوع المياه الحية” وهل لنا بعد ذلك أن يمتد بنا القول “اشفني يا رب فأشفى، خلصني فأخلص لأنك أنت تسبيحتي؟ ويصف أحد كتاب الغربيين نهاية الدولتين فيقول إنها هي قصة نكبات. 
وقصة تحررات لا تعود عليهم إلا بإرجاء نزول النكبة القاضية وهي قصة ملوك همج يحكمون شعبا من الهمج، وقد محت يد الأسر الآشوري مملكة إسرائيل من الوجود، وزال شعبها من التاريخ زوالا تاما، وظلت مملكة يهوذا تكافح حتى أسقطها البابليون سنة خمسمائة وستة وثمانون قبل الميلاد، وقيل أنه عندما أصبح يوشيا ملكا على يهوذا في عام ستمائة وأربعون قبل الميلاد، كان الوضع الدولي قد تغير، فقد بدأت الإمبراطورية الآشورية الجديدة تتفكك، ولم تأخذ الإمبراطورية البابلية محلها، وكانت مصر لاتزال تتعافى من الاستعمار الآشوري، واستطاعت مملكة يهوذا في ظل الفراغ هذا أن تحظى باستقلال مؤقت دون أي تدخل أجنبي، ومع ذلك قاد الفرعون نخاو الثاني جيشا كبيرا في ربيع عام ستمائة وتسعة قبل الميلاد.
واجتاز نخاو الثاني الطريق الساحلي إلى سوريا وصولا إلى نهر الفرات لمساعدة الآشوريين هناك، وأثناء مروره بالقرب من أراضي دولة يهوذا منع جيش يوشيا القوات المصرية من دخول أراضيه، وربما يعود ذلك إلى أنه شعر بضعف الآشوريين والمصريين بعد موت الفرعون بسماتيك الأول عام ستمائة وعشر قبل الميلاد، وحاول يوشيا عرقلة تقدم القوات المصرية في مجدو في محاولة منه لدعم البابليين في مواجهة التحالف الآشوري المصري، وحدثت معركة شرسة تم قتل فيها يوشيا، ثم انضم نخاو مع جيشه إلى القوات الآشورية وعبروا نهر الفرات وحاصروا حران، لكن القوات المشتركة فشلت في الاستيلاء على المدينة، وتراجع نخاو إلى شمال سوريا، وأدى هذا الفشل أيضا لتفكك الإمبراطورية الآشورية، وعند عودة الفرعون نخاو الثاني إلى مصر في عام ستمائة وثمانية قبل الميلاد، ومرَّ عبر أراضي مملكة يهوذا وجد أن يهوآحاز قد تولى العرش فخلعه واستبدله بأخيه الأكبر يهوياقيم، وفرض على مملكة يهوذا ضريبةً باهظة، وأخذ معه يهوآحاز إلى مصر كأسير.
وقيل أنه حكم يهوياقيم مملكة يهوذا كتابع لمصر، ودفع جزية كبيرة سنويا، ومع ذلك عندما هزم البابليون المصريين في كركميش غيَّر يهوياقيم ولاءه، وأعلن تأييده لنبوخذ نصر الثاني ملك بابل، وحاول نبوخذ نصر الثاني في السنة الرابعة من حكمه غزو مصر ولكنه فشل وتكبَّد خسائر فادحة، وأدى هذا الفشل إلى العديد من التمردات بين دول بلاد الشام التي تدين بالولاء لبابل، وتوقف يهوياقيم عن التبعية لنبوخذ نصر وأيَّد مصر، سرعان ما تعامل نبوخذ نصر مع هذه التمردات فغزا أراضي سوريا وممالكها، وحاصر القدس، ثم مات يهوياقيم خلال الحصار، وخلفه ابنه جيكونيا، وسقطت المدينة بعد حوالي ثلاثة أشهرن ونهب نبوخذ نصر القدس ومعبدها الشهير، وحمل كل كنوز المعبد إلى بابل، ورحَّل نبوخذ نصر جزءا كبيرا من سكان يهوذا إلى بابل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock