مقالات

الدكروري يكتب عن راعوث تذهب إلي حقول بوعز

الدكروري يكتب عن راعوث تذهب إلي حقول بوعز

بقلم/ محمــــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن شخصيات وأنبياء بنى إسرائيل، ومن تلك الشخصيات هي راعوث، وقيل بأن راعوث ذهبت إلي بوعز في حقول القمح والشعير حيث كان ينام بجانب المحصول وعندما رأت راعوث بوعز يخلد الى النوم،‏ عرفت ان الوقت قد حان لتنفيذ خطة

inbound4151378901052229387

نعمي، فاقتربت راعوث من بوعز خلسة ودقات قلبها تتسارع،‏ وكان واضحا ان الرجل مستغرق في النوم،‏ فكشفت جهة قدميه واضطجعت عندهما مثلما اوصتها نعمي، ثم راحت تنتظر ومر الوقت بطيئا حتى خالته راعوث دهرا، وأخيرا نحو منتصف الليل،‏ بدأ بوعز يتقلب في نومه‏ ثم استيقظ وهو يرتعش من البرد،‏ ولعله كان يهم بتغطية رجليه حين شعر بوجود شخص ما، فالتفت وإذا بامرأة مضطجعة عند قدميه. 

سأل بوعز من انتى؟‏‏ فأجابت راعوث ربما بصوت مرتجف انا راعوث أمتك،‏ فابسط ذيل ثوبك على أمتك،‏ لأنك وليّ، وقد سعت راعوث للقاء بوعز بنية سليمة ودافع غير اناني، وقال بوعز لراعوث بنغمة صوت رقيقة هدأت روعها باركك يهوه يا ابنتي، لأن ما صنعته من لطف حبي في الاخير خير من الاول،‏ اذ لم تذهبي وراء الشبان،‏ فقراء كانوا او اغنياء ففي الاول،‏ اعربت راعوث عن محبة مجبولة بالولاء، حين رجعت مع نعمي الى اسرائيل واهتمت بها، وفي الاخير،‏ اظهرت لطفا حبيا باستعدادها للزواج من رجل مسن،‏ فقد عرف بوعز ان شابة مثلها ستفكر دون ريب بعريس شاب،‏ فقيرا كان او غنيا،‏ لكن راعوث لم ترد ان تحسن الى نعمي فقط بل الى حميها الميت ايضا.

‏ 

بإنجاب وريث له يحمل اسمه بين اهل موطنه فلا عجب ان بوعز تأثر بعدم انانيتها، وأردف بوعز قائلا والآن لا تخافي يا ابنتي، فكل ما تقولين افعله لك،‏ لأن كل الشعب في باب المدينة يعلم انك امرأة فاضلة، وقد راقت لبوعز فكرة الزواج براعوث،‏ ولعله لم يتفاجأ كثيرا حين طلبت منه ان يكون وليّها،‏ لكنه كان رجلا بارا،‏ فلم يعطى الاولوية لأهوائه الشخصية، فقد اخبر راعوث ان هناك وليّا آخر اقرب منه الى عائلة زوج نعمي الميت، وأنه سيتحدث اليه اولا بشأن أحقيته في الزواج بها، وبعد ذلك،‏ طلب بوعز من راعوث ان تستلقي مجددا وتنام حتى يلوح الفجر،‏ ثم تعود خفية الى بيتها،‏ فقد كان حريصا على سمعتها وسمعته هو ايضا لئلا يظن احد خطأ انهما اقاما علاقة جنسية. 

فعملت راعوث بكلامه واضطجعت عند قدميه،‏ وكانت على الارجح اقل توترا لأنه لطف بها ولم يردّها خائبة،‏ وقبل ان يطلع الصبح،‏ رجعت الى بيت لحم بعدما كال لها في معطفها كمية وافرة من الشعير، وكم شعرت راعوث بالسعادة حين استذكرت كلمات بوعز انها امرأة فاضلة بشهادة الجميع‏، ولا شك ان سعيها الدؤوب الى التعرف بيهوه وخدمته اسهم الى حد بعيد في اكتسابها هذا الصيت، وكما انها اظهرت محبة شديدة ومراعاة كبيرة لنعمي وشعبها،‏ فتكيفت طوعا مع عاداتهم وأعرافهم التي كانت حتما غريبة عنها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock