مقالات

الدكروري يكتب عن النعمان مع الإمام الشعبي

الدكروري يكتب عن النعمان مع الإمام الشعبي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن نشأة الإمام أبو حنيفة النعمان فقيل أنه بدأ تاجرا ناجحا في الكوفة بالعراق يثير إعجاب كل الناس حتى مر يوما على شخص يدعى
inbound4151378901052229387
الشعبي، وهو واحد من أئمة الإسلام الكبار المشهورين الذي له وقفات كبيرة في الإسلام، وكان يستعان به في القضايا الكبرى، فعندما رآه الشعبي ناداه وسأله إلى ممن العلماء يذهب فقال قل لي إلى من تختلف من الأساتذة؟ أي إلى من الأساتذة تذهب فقال أختلف إلى السوق على يد الأستاذ فلان، فقال الشعبي لست عن هذا أسأل، ولكن أسأل على العلماء، فقال لا والله، لا أختلف إليهم، فنظر إليه الشعبي وقال أرى فيك يقظة وحركة وهمة وذكاء، أظن أن التجارة لن تشبعها.
هل لك إلى أن تأخذ شيئا مع التجارة يكون عونا لك على التجارة، وتكون التجارة عونا لك فيه؟ قال وما هذا الشيء؟ قال العلم، تعلم العلم، فإن لك عقلا وذكاء، فيقول فوقع كلامه في قلبي، فالشعبي رأى أنه شاب غير عادي يبذل كل جهده في التجارة، ولكن هذا العقل، وهذه الحيوية لن تستوعبها التجارة فقط ورأى أن العلم سيشبعها، فبدأ يفكر في كلام الشعبي وفي تعلم العلم، فقرر أن يذهب ويتعلم، فقال فأي إطار أو أي نمط من أنماط العلم أتعلم؟ يقول فبدأت أسأل لأختار، فقلت حدثوني ما هي أنماط العلم؟ فقيل لي القرآن والحديث واللغة والشعر والفقه، يقول فبدأت أسأل عن واحد واحد، فإذا دخلت القرآن فحفظت القرآن، وحفظت التفسير، ماذا يكون آخر أمري؟ فقالوا تقرأ القرآن على الناس وتعلم الصبيان القرآن. 
يقول ثم ماذا؟ يقولون فإذا كبرت، خرج من الشباب من هو أقدر منك على القراءة فيسبقك، فقلت لا أريد أن أدخل هذا، فسألت عن الحديث، فسألت فمن أقدر الناس في الحديث؟ فماذا أفعل إذا تعلمت الحديث؟ يقولون تحفظ الحديث ويتعلم منك الناس الحديث حتى تصير أعظم الناس تحديثا، فقلت فماذا يكون بعد ذلك؟ يقولون تكبر فيضعف حفظك فتنسى الحديث، وربما تتهم بالكذب، فقلت لا أريد أن أدخل في الحديث، فماذا عن الشعر؟ يقولون تحفظ الشعر يقول فإذا حفظت الشعر وصرت أفضل الشعراء، فماذا يكون بعد ذلك؟ يقولون يعطيك هذا فتمدحه ويمنعك هذا فتذمه، فقال”لا أريد هذا، فماذا أيضا؟ يقول حتى قالوا لي الفقه، فقالوا لي تعلم الناس وتفتي الناس وربما تكون قاضيا وأنت شاب صغير، فقلت أريد هذا العلم. 
يقول فذهبت إلى الشعبي، فقلت له أتراني أقدر على الفقه؟ فقال ذلك ما أردت لك، فسألت فمن أفضل الناس في الفقه؟ فقيل لي حماد بن أبي سليمان، فقلت سألزمه، فلزمت حماد” فقضي ثمانية عشر سنة مع أستاذه حماد بن أبى سليمان يتعلم منه ويستفيد منه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock