مقالات

الدكروري يكتب عن الإمام أبي حنيفة بن المَرزبان

الدكروري يكتب عن الإمام أبي حنيفة بن المَرزبان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلام وكتب السير الكثير والكثير عن العلماء والفقهاء في الإسلام وعن أئمة المسلمين والذي كان منهم الإمام النعمان بن ثابت بن المَرزبان، هو الإمام أبو حنيفة،
inbound1698089917940005723
وقيل أنه كان زاهدا ورعا، أراده يزيد بن هبيرة أمير العراق أيام مروان بن محمد أن يلي القضاء فأبى، وأراده بعد ذلك المنصور العباسي على القضاء فامتنع، وقال “لن أصلح للقضاء” فحلف عليه المنصور ليفعلن، فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل، فحبسه المنصور، وكان واسع العلم في كل العلوم الإسلامية، وهو الذي تجرد لفرض المسائل وتقدير وقوعها وفرض أحكامها بالقياس، وفرع للفقه فروعا زاد في فروعه، وقد تبع أبا حنيفة معظم الفقهاء بعده، ففرضوا المسائل.
وقدروا وقوعها ثم بينوا أحكامها، وكان أبو حنيفة يختم القرآن في كل يوم، ثم حين اشتغل بالأصول والاستنباط واجتمع حوله الأصحاب أخذ يختمه في ثلاث في الوتر، وصلى أبو حنيفة ثلاثين سنة صلاة الفجر بوضوء العتمة، وحج خمسا وخمسين حجة، وبلغ عدد شيوخ أبي حنيفة رحمه الله أربعة آلاف شيخ، فيهم سبعة من الصحابة، وثلاثة وتسعون من التابعين، والباقي من أتباعهم، ولا غرابة في هذا ولا عجب، فقد عاش رحمه الله تعالى سبعين سنة، وحج خمسا وخمسين مرة، وموسم الحج يجمع علماء العالم الإسلامي في الحرمين الشريفين، وكان أستاذ الإمام أبي حنيفة هو حماد بن أبي سليمان، وهو تابعي كوفي ثقة، وقد روى عنه أبو حنيفة رحمه الله ألفي حديث من أحاديث الأحكام.
وأكثر من ثلث أحاديث الإمام في مسنده الذي جمعه الحصكفي، هي برواية الإمام عنه، عن إبراهيم بن أبي موسى الأشعري، عن الأسود، عن السيدة عائشة رضي الله عنهم، وقد ابتكر الإمام أبو حنيفة رحمه الله نموذجا منهجيا في تقرير مسائل الاجتهاد، وذلك عن طريق عرض المسألة على تلاميذ العلماء في حلقة الدرس ليدلي كل بدلوه، ويذكر ما يرى لرأيه من حجة، ثم يعقب هو على آرائهم بما يدفعها بالنقل أو الرأي، ويصوب صواب أهل الصواب، ويؤيده بما عنده من أدلة، ولربما تقضت أيام حتى يتم تقرير تلك المسألة، وهذه هي الدراسة المنهجية الحرة الشريفة التي يظهر فيها احترام الآراء، ويشتغل فيها عقل الحاضرين من التلامذة، كما يظهر علم الأستاذ وفضله، فإذا تقررت مسألة من مسائل الفقه على تلك الطريقة.
كان من العسير نقدها فضلاً عن نقضها، وقد قال المُوفق المكي “وضع أبو حنيفة رحمه الله مذهبه شورى بينهم، لم يستبد فيه بنفسه دونهم اجتهادا منه في الدين، ومبالغة في النصيحة لله ولرسوله والمؤمنين، فكان يلقي مسألة مسألة، يقلبها ويسمع ما عندهم ويقول ما عنده، وربما ناظرهم شهرا أو أكثر من ذلك، حتى يستقر أحد الأقوال فيها، ثم يثبتها القاضي أبو يوسف في الأصول، حتى أثبت الأصول كلها، وإذا أشكلت عليه مسألة قال لأصحابه ما هذا إلا لذنب أذنبته، ويستغفر، وربما قام وصلى، فتنكشف له المسألة، ويقول رجوت أنه تيب عليَّ”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock