دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الخليفة الوليد مع آل القعقاع

الدكروري يكتب عن الخليفة الوليد مع آل القعقاع
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الخليفة الأموي الوليد بن يزيد، وقيل أن آل القعقاع كانوا في عهد الوليد يتولون أهم
inbound4217911394361677749
الولايات فكان الوليد بن القعقاع على قنسرين وعبد الملك أخوه على حمص فعزلهما وعين يزيد بن عمر بن هبيرة، ودفع إليه آل القعقاع فعذبهم ونكل بهم حتى مات الوليد بن القعقاع وأخوه عبد الملك في العذاب، ورجلان من أهلهما، ونظرا لهذه الأسباب فقد اضطغن على الوليد آل هشام والوليد ابنا عبد الملك، وآل القعقاع واليمانية ومضر، وألبوا عليه الأمة، ولقد اشترك في الثورة على الوليد الثاني عدة عناصر، من أهمها بنو أمية، والقبائل اليمنية، والقدرية، ولقد كَثر الأمراء الأمويين في الفترة الأخيرة من دولتهم، وكان أغلبهم من ذرية عبد الملك وعبد العزيز.
ومحمد بن مروان بن الحكم، وأقلهم من حفدة يزيد بن معاوية، ويستفاد من أخبارهم أنهم كانوا طائفتين، فمعظم الأمراء الصغار من أولاد الوليد وهشام والحجاج بن عبد الملك بن مروان، ومن أبناء عمر بن عبد العزيز كانوا عصبة واحدة على الوليد، جمع بينهم التذمر منه والمنافسة له، والطمع في عزله، وكان يزيد بن الوليد بن عبد الملك أدهى خصوم الوليد، وأشدهم طعنا فيه، وأكثرهم تحريضا عليه، وأقواهم عزما على الإطاحة به، وآزر يزيد إخوته بشرا ومسرورا وعمر، وروحا وإبراهيم، أما الأمراء الأمويون الكبار من أبناء عبد الملك ومن أبناء أخيه محمد بن مروان بن الحكم، ومن حفدة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فكانوا أرجح عقلا من الأمراء الصغار، والمتسرعين، وأكثر اعتدالا وأوسع أفقا.
وأحسن وعيا لما ينفع ويضر، فسالموا الوليد وصانعوه وأيدوه، وحاولوا كبح جماح الأمراء الصغار، وكان من الأمراء الكبار الذين مع الوليد بن يزيد، مروان بن محمد بن الحكم، وسعيد بن عبد الملك بن مروان، فقد كانوا ينكرون الوثوب بالوليد ويسعون إلى ردع الأمراء الصغار المتذمرين المتسرعين، ورتق الفتن بينهم وبين الوليد، وعندما علم مروان بن محمد أن يزيد بن الوليد يدعو إلى نفسه بعث إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان يحثه على تدارك الفتنة قبل وقوعها، إذ يقول له في كتابه إن الله جعل لكل أهل بيت أركانا يعتمدون عليها ويتقون بها المخاوف وأنت بحمد الله، ركن من أركان أهل بيتك، إلى آخر الكلام، فلما وصلت الرسالة سعيد بن عبد الملك أعظم ذلك.
وبعث بكتابه إلى العباس بن الوليد فدعا يزيد، فعذله وتهدده، فحذره يزيد وقال يا أخي، أخاف أن يكون بعض من حسدنا هذه النعمة من عدونا أراد أن يغري بيننا، وحلف له أنه لم يفعل فصدقه، وواضح أن يزيد بن الوليد كان من أقوى أعداء الوليد بن يزيد من الأمراء الأمويين الصغار الذين لم تحنكهم التجارب، ولم يكونوا يكترثون بتدهور الخلافة الأموية وسقوطها، فزين يزيد لأنداده من الأمراء الصغار، الثورة على الوليد واستهواهم بآرائه، وما كان يُظهر من النسك والورع والتواضع، فاندفعوا إليه وآمنوا بآرائه، وأيدوا خطته ومطامعه، فعملوا على القرب من يزيد إرضاء لغرورهم وكبريائهم، أو بحثا عن الوجاهة والنباهة، أو انتقاما من الوليد لأنه أهملهم وأبعدهم واستهان بهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock