نزول المطر في غير أوانه ليس دليل غضب
بقلم: اسلمان فولى
انتشار بعض الأحاديث على مواقع التواصل الاجتماعي تقرر بأن سقوط المطر صيفاً دليل غضب الله علينا من ذلك :
«إن الله إذا غضب على قوم جعل شتاهم صيفًا وصيفهم شتاءً ” و ” (إذا غضب الله على قوم أمطرهم صيفا ” و ” : “يأتي زمانٌ على أمتي لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من
القرآن إلا رسمه، همهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم، ودينهم دراهمهم، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، لا يعبدون الله إلا في شهر رمضان فإن فعلوا ذلك ابتلاهم الله بالسنين. قالوا: وما السنون يا رسول الله؟ قال: جور الحكام، وغلوّ المؤونة، يحبس الله عنهم المطر في أوانه، وينزل في غير أوانه ”
إلخ هذه الأحاديث .
ولتحقيق القول في هذا الأمر أقول وبالله التوفيق :
إن القائلين بهذا قد جانبهم الصواب لأمورٍ منها :
1- إن نزول المطر في غير أوانه ليس دليل غضب ولكنه دليل رحمة إذا جاء على المقدار الذي يحتاجه الإنسان، من غير تدمير ولا تخريب، ولا كوارث، ولا فيضانات، ولا إهلاك . قال عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى:٢٨]
2- إن هذه الأحاديث موضوعة مكذوبة على رسول الله ﷺ لم ترد في كتب السنة ، ولا أصل لها ، وقد حذر النبي ﷺ من الكذب والتقول عليه أيما تحذير . قال ﷺ: ” من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار»متفق عليه .
فرجاءً أحبتي في الله ألا نكون أتباعاً لكل ناعق ، أو نكون بغبغاوات نردد مالا نفهم ، ولم نقف على صحته فهذه عقيدة لابد من الدفاع عنها ، والزود عن حياضها ؛ حتى لا يتعكر صفوها ، أو تشوبها شائبة من رذاذ الشرك ، وأدران الإلحاد ، فاحذروا أن تنشروا مثل هذه الأحاديث التي لا تمت لنبينا ﷺ بصلة ، كما تنزه فصاحة النبوة عن الاتيان بمثلها ، وجزاكم الله خير الجزاء .
زر الذهاب إلى الأعلى