دين ودنيا

الدكروري يكتب عن هوية الملك العادل ذي القرنين

الدكروري يكتب عن هوية الملك العادل ذي القرنين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقة الإسلامي وكتب التفاسير وقصص الأنبياء، أن هناك اختلاف فى هوية ذي القرنين بمقارنة شخصيته بالشخصيات التاريخية، وعادة ما يقارن بعض المؤرخين شخصية ذي القرنين بعدة شخصيات تاريخية أمثال الإسكندر المقدوني، وكورش الكبير،
والصعب بن مراثد ملك حمير، وحتى أخناتون، و يعرَّف بعض العلماء المسلمين الغربيين والتقليديين الإسكندر الأكبر بأنه هو ذو القرنين، بينما تشير المصادر الإسلامية القديمة إلى ملك ما قبل الإسلام، من جنوب شبه الجزيرة العربية من ملوك حمير واليمن، بينما يميل المودودي إلى أنه كورش الكبير، وفي أغلب المسکوکات التي ترجع إلی عهد الإسكندر الكبير يظهر صورته وعلى رأسه قرني كبش.
ويرى بعض المؤرخين المسلمين أن هناك تشابه بين قصة الإسكندر الأكبر وقصة ذي القرنين، بينما يرفض ذلك أغلب علماء الدين الإسلامي باعتبار أن الإسكندر المقدوني لم يدين بالتوحيد، ولم يكن مؤمنا صالحا مثل ذي القرنين، والاستدلال الأكبر من قبل المؤرخين أن الإسكندر كان يظهر على رأسه قرني كبس في أغلب المسكوكات، وأنه غزا الشرق والغرب، ويقول المورخ الإيراني أبو الفضل البلعمي سموا الإسكندر، ذو القرنين لأنه وصل من قرن إلى قرن، وتسمى زوايا العالم بالقرن وإحدى الزوايا مكان شروق الشمس والزاوية الأخرى مكان مغرب الشمس وكل زاوية على حدة تسمى قرنا وتسميان قرنين مع بعضهما والله عز وجل سماه في القرآن ذو القرنين، وبينما ينكر ذلك أغلب علماء الدين الإسلامي.
ويستدلوا بعدة أدلة، منها أنه لم يكن موحدا، وأن زمن الإسكندر الأكبر مختلف عن زمن ذي القرنين، فيذكر ابن كثير الدمشقي أنه بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة، أما الاختلاف الثالث فأن الإسكندر كان من اليونان، وذي القرنين من العرب، كما يعتقد عدد من علماء المسلمين أن ذي القرنين كان في زمن الخليل إبراهيم عليه السلام، وقد ذكر الأزرقي وابن كثير الدمشقي أن ذا القرنين أسلم على يدي نبى الله إبراهيم عليه السلام وطاف معه بالكعبة هو وإسماعيل، ويقول ابن تيمية “وليس هذا الإسكندر هو ذا القرنين المذكور في القرآن كما يظن ذلك طائفة من الناس، فإن ذلك كان متقدما على هذا وذلك المتقدم هو الذي بنى سد يأجوج ومأجوج، وهذا المقدوني لم يصل إلى السد، وذاك كان مسلما موحدا.
وهذا المقدوني كان مشركا هو وأهل بلده اليونان كانوا مشركين يعبدون الكواكب والأوثان” ويعتقد البعض أن ذا القرنين المذكور في القرآن هو كورش الكبير، وكان أول من اقترح ذلك هو عالم اللغة الألماني ريدشولب، لكنها فشلت في اكتساب متابعين بين العلماء الغربيين، لكنها لاقت رواجا من قبل العديد من العلماء والمعلقين الهنود والباكستانيين والإيرانيين فيعتقدون أن كورش كان موحدا، ويستدلون بسفر دانيال الذي يذكر أن ذا القرنين هو أحد ملوك مادي وفارس، وكان اليهود يُجلون كورش الكبير، لأن غزوه هو الذي تسبب في سقوط مملكة بابل وتحرير بني إسرائيل، وكانت القرون رمزا مألوفا للقوة في ممالك بلاد ما بين النهرين.
وانتشرت غزوات كورش إلى سوريا وآسيا الصغرى في الغرب وإلى السند في الشرق، وامتدت مملكته إلى القوقاز في الشمال بينما يرى المعارضين لذلك أن شخصية كورش الكبير لا تنطبق مع الصورة التي رسمها القرآن لذي القرنين، كقائد مؤمن مجاهد يحارب في سبيل الله، كذلك لم يُدعى قط كورش بلقب ذي القرنين، وأن كورش زردشتي حسب الآثار والنقوش التي تعود لعصره، ولا يوجد دليل على توحيده، فحسب أسطوانة كورش الشهيرة والتي كتبت بأمره بعد غزوه لبابل وتحريره لليهود، ذكر فيها أن كبير آلهة قدماء البابليين مردوخ أرسل قورش ليخلصهم من حكم الملك البابلي نبو نيد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock