الدكروري يكتب عن صاحب كتاب المنهاج لأهل السنة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن الإمام أبو المظفر السمعاني وهو الإمام العلامة مفتي خراسان شيخ الشافعية منصور بن محمد، وهو الذي قال عنه الشيخ عبد الغافر في تاريخه هو وحيد عصره في وقته فضلا وطريقة وزهدا وورعا من بيت العلم والزهد
تفقه بأبيه وصار من فحول أهل النظر، وأخذ يطالع كتب الحديث وحج ورجع وترك طريقته التي ناظر عليها ثلاثين سنة وتحول شافعيا وأظهر ذلك في سنة ثمان وستين فاضطرب أهل مرو وتشوش العوام حتى وردت الكتب من الأمير ببلخ في شأنه والتشديد عليه فخرج من مرو ورافقه ذو المجدين أبو القاسم الموسوي وطائفة من الأصحاب وفي خدمته عدة من الفقهاء فصار إلى طوس وقصد نيسابور فاستقبله الأصحاب استقبالا عظيما.
أيام نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد فأكرموه وأنزل في عز وحشمة وعقد له مجلس التذكير في مدرسة الشافعية وكان بحرا في الوعظ حافظا فظهر له القبول واستحكم أمره في مذهب الشافعي ثم عاد إلى مرو، ودرس بها في مدرسة الشافعية وقدمه النظام على أقرانه وظهر له الأصحاب وخرج إلى أصبهان وهو في ارتقاء، وصنف كتاب الاصطلام وكتاب البرهان وله الأمالي في الحديث تعصب لأهل الحديث والسنة والجماعة، وكان شوكا في أعين المخالفين وحجة لأهل السنة، وقال أبو سعد أنه صنف جدي التفسير وفي الفقه والأصول والحديث وتفسيره ثلاث مجلدات وله الاصطلام الذي شاع في الأقطار وكتاب القواطع في أصول الفقه وله كتاب الانتصار بالأثر في الرد على المخالفين.
وكتاب المنهاج لأهل السنة وكتاب القدر وأملى تسعين مجلسا، ويقول أبا المظفر السمعاني كنت في الطواف فوصلت إلى الملتزم وإذا برجل قد أخذ بردائي فإذا الإمام سعد فتبسمت فقال أما ترى أين أنت ؟ هذا مقام الأنبياء والأولياء ثم رفع طرفه إلى السماء وقال اللهم كما سقته إلى أعز مكان فأعطه أشرف عز في كل مكان وزمان ثم ضحك إلي وقال لا تخالفني في سرك وارفع يديك معي إلى ربك ولا تقولن البتة شيئا واجمع لي همتك حتى أدعو لك وأمن أنت ولا يخالفني عهدك القديم فبكيت ورفعت معه يدي وحرك شفتيه وأمنت، ثم قال مر في حفظ الله فقد أجيب فيك صالح دعاء الأمة فمضيت وما شيء أبغض إلي من مذهب المخالفين، وتوفي العالم الكبير أبو المظفر السمعاني يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول سنة ربعمائة وتسع وثمانين من الهجرة، في مرو، وعاش ثلاث وستين سنة.
زر الذهاب إلى الأعلى