الدكروري يكتب عن صاحب كتاب الأموال والأصول
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الداودي هو شيخ الإسلام أحمد بن نصر الداودي الأسدي، الأموي، المسيلي التلمساني الجزائري المالكي، وكان من تلاميذ شيخ الإسلام أحمد بن نصر الداودي، هم أبو عبد
الملك مروان بن علي أبو محمد الأسدي القطان البوني، وهو نسبة إلى بونة وهي مدينة عنابة بالشرق الجزائري، وأبو بكر أحمد أبي عمر أبي محمد بن أبي زيد، وهشام بن عبد الرحمن بن عبد الله، ويعرف بابن الصابوني وهو من أهل قرطبة، وأحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري، المعروف بابن الحجال، وهو من أهل قادس، ويكنى أبا عمر، ومن مؤلفات شيخ الإسلام أحمد بن نصر الداودي، هو كتاب النصيحة في شرح صحيح البخاري، ويسميه البعض النصيح.
وقد ألف هذا الكتاب الجليل في تلمسان حيث ألف أكثر كتبه بها، وأيضا النامي في شرح موطأ الإمام مالك، وهذا الكتاب أصله وأملاه بطرابلس أي في المرحلة الأولى من حياته ويعتبر هذا الكتاب ثاني شرح للموطأ بعد شرح محمد بن سحنون القيرواني له، وقد ذكر عبد الرحمن الجيلالي أنه توجد نسخة منه بمكتبة القرويين بفاس تحت رقم خمسمائة وسبع وعشرين، وله أيضا كتاب الأموال، وهو فتاوى وأحكام، وكتاب الواعي في الفقه، والإيضاح في الرد على القدرية، وكتاب الأصول، وكتاب البيان، وكتاب تفسير القرآن المجيد، وإنه لم يترجم للإمام أبي جعفر الداودي إلا فئة قليلة من علماء التراجم والوفيات، وأقدم من علمته ترجم له القاضي عياض ثم تلاه برهان الدين ابن فرحون.
فصاحب شجرة النور الزكية، فصاحب معجم المؤلفين، على أن بعض هؤلاء ينقل عن بعض، والمصدر واحد وهو القاضي عياض في ترتيب المدارك، وكان الإمام أبي جعفر أحمد بن نصر الداودي الأسدي من أئمة المالكية بالمغرب، ولم يذكر من ترجمه ممن تقدم سنة مولده، إلا أن القاضي عياض بن موسى قال إن أصله من المسيلة، وقيل من بسكرة وكان بطرابلس، وبها أملى كتابه في شرح الموطأ ثم انتقل إلى تلمسان، ولم يعرف عن الداودي أنه حمل عن أحد من المشايخ، وقال ابن فرحون وكان درسه وحده، لم يتفقه في أكثر علمه على إمام مشهور، وإنما وصل بإدراكه، وعد القاضي عياض ذلك عيبا وغمزا فقال بلغني أنه كان ينكر على معاصره من علماء القيروان سكناهم في مملكة بني عبيد.
وبقاءهم بين أظهرهم، وأنه كتب إليهم مرة بذلك فأجابوه “اسكت لا شيخ لك” يشيرون أنه لو كان له من يفقهه حقيقة الفقه لعلم أن بقائهم، مع من هناك من عامة المسلمين، تثبيت لهم على الإسلام، وبقية صالحة للإيمان، وأنه لو خرج العلماء من إفريقية لما بقي فيها من العامة آلاف آلاف، فرجحوا خير الشرين، ومع ذلك فقد وصفه غير واحد بالتقدم والرياسة في العلم، فقال فيه ابن فرحون وكان فقيها فاضلا متقنا، مؤلفا مجيدا، له حظ من اللسان والحديث والنظر، وحلاه الشيخ محمد بن محمد مخلوف بقوله الإمام الفاضل العالم المتفنن الفقيه، وأشهر من حمل عنه أبو عبد الملك البوني، وأبو بكر بن محمد بن أبي زيد، وأبو علي بن الوفاء، ولبث الإمام أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي بطرابلس زمنا ألف فيه شرحه للموطأ ثم انتقل إلى تلمسان، وبها توفي سنة ربعمائة واثنين من الهجرة وقبره عند باب العقبة.
زر الذهاب إلى الأعلى