مقالات

الدكروري يكتب عن رثاء الحافظ الفقية ابن سيد الناس

الدكروري يكتب عن رثاء الحافظ الفقية ابن سيد الناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري 
ذكرت المصادر التاريخية وكما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن علماء الإسلام وأئمة المسلمين وكان من بين هؤلاء الأئمة هو الإمام إبن سيد الناس، وقيل أنه لما توفي الحافظ ابن سيد الناس قيلت فيه العديد من المراثي الفاخرة، وتحدث عن
سيرته العلماء، وكان من أبرز من رثاه تلميذه الشيخ صلاح الدين الصفدي بمرثية مطولة، قال فيها ما بعد فقدك لي أنس أرجيه، ولا سرور من الدنيا أقضيه، إن مت بعدك من وجد ومن حزن، فحق فضلك عندي من يوفيه، ومن يعلم فيك الورق أن جهلت، نواحها أو تناسته فتمليه، أما لطافة أنفاس النسيم، فقد نسيتها غير لطف كنت تبديه، وإن ترشفت عذب الماء اذكرني، زلاله خلقا قد كنت تحويه، يا راحلا فوق أعناق الرجال وأجفان الملائك تحت العرش تبكيه.
وذاهبا سار لا يلوي على أحد، والذكر ينشره واللحد يطويه، وماضيا غفر الله الكريم له، باللطف حاضره منه وباديه، وبات بالحور والرضوان مشتغلا، إذ أقبلت تتهادى في تلقيه، حتى غدا في جنان الخلد مبتهجا، والقلب بالحزن يفنى في تلظيه، لهفي على ذلك الشخص الكريم وقد ، دعاه نحو البلى في الترب داعيه، وحيرتي فيه لا تقضي علي ولا تقضي لواعجها حتى أوافيه، جرى الأسى عبراتي كالعقيق وقد، اصم سمعي وأصمى القلب ناعيه، يا وحشة الدهر في عين الأنام فقد، خلت وجوه الليالي من معانيه، ووحشة الدهر أن تنثر ملاءته، ولم تطرز حواشيها أمالية، يا حافظا ضاع نشر العلم منه إلى، أن كاد يعرفه من لا يسميه، صان الرواية بالإسناد فامتنعت، ثغورها حين حاطتها عواليه.
واستضعفت بارقات الجو أنفسها، في فهم مشكلة عن أن تجاريه، حفظت سنة خير المرسلين فما أراك تمسي مضاعا عند باريه، لله سعيك من حبر تبحر في علم الحديث فما خابت مساعيه، وهل يخيب معاذ الله سعى فتى في سنة المصطفى أفنى لياليه، يكفيه ما خطه في الصحف من مدح النبي يكفيه هذا القدر يكفيه، عز البخار يفيما قد أصيب به، مات الذي كان بين الناس يدريه، كأنه ما تحلى سمع حاضره، بلفظه عند ما يروى لآليه، رواية زانها منه بمعرفة، ما كل من قام بين الناس يرويه، يا رحمتاه لشرح الترمذي فمن يضم عربته فينا ويؤويه، لو كان أمهله داعي المنون إلى أن تنتهي في أماليه أمانيه لكان أهداه روضا كله زهر أنامل الفكر في معناه تجنيه، من للقريض فلم أعرف له أحدا، سواه رقت به فينا حواشيه.
ما كان ذاك الذي تلقاه ينظمه، شعرا ولكنه سحر يعانيه، ومن يمر على القرطاس راحته، فينبت الزهر غضا في نواحيه، ما كل من خط في طرس وسوده، بالحبر تغدو به بيضا لياليه، ولا تخل كل من في كفه قلم، إذا دعاه إلى معنى يلبيه، هيهات ما كان فتح الدين حين مضى، والله إلا فريدا في معاليه، كم حاز فضلا يقول القائلون له لو حازك الليل لابيضت دياجيه، لا تسأل الناس سلني عن خلائقه لتأخذ الماء عني من مجاريه، ما ذا أقول وما للناس من صفة، محمودة قط إلا ركبت فيه، كالشمس كل الورى يدري محاسنها، والكاف زائدة لا كاف تشبيه، سقى الغمام ضريحا قد تضمنه صوبا إذا انهل لا ترقى غواديه، وباكرته تحيات نوافحها من الجنان تحييه فتحييه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock