الدكروري يكتب عن العالم الفقية ابن القاسم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلام وكتب السير الكثير والكثير عن العلماء والفقهاء في الإسلام وعن أئمة المسلمين والذي كان منهم الإمام ابن
القاسم عالم الديار المصرية ومفتيها أبو عبد الله العتقي وهو الذي قال عنه الإمام مالك أنه ذكر عنده ابن القاسم فقال عافاه الله مثله كمثل جراب مملوء مسكا، وقيل إن مالكا سئل عنه وعن ابن وهب؟ فقال ابن وهب رجل عالم وابن القاسم فقيه، وعن أسد بن الفرات قال كان ابن القاسم يختم كل يوم وليلة ختمتين، وقال فنزل بي حين جئت إليه عن ختمة رغبة في إحياء العلم، وبلغنا عن ابن القاسم قال خرجت إلى الحجاز اثنتي عشرة مرة وأنفقت في كل مرة ألف دينار، وعن ابن القاسم قال ليس في قرب الولاة ولا في الدنو منهم خير.
وعن أحمد ابن أخي ابن وهب قال حدثنا عمي قال خرجت أنا وابن القاسم بضع عشرة سنة إلى مالك ، فسنة أسأل أنا مالكا، وسنة يسأله ابن القاسم وروى الحارث بن مسكين عن أبيه قال كان ابن القاسم وهو حدث في العبادة أشهر منه في العلم، ثم قال الحارث وكان في ابن القاسم العبادة والسخاء والشجاعة والعلم والورع والزهد، وكما قال محمد بن وضاح أخبرني ثقة ثقة، وعن علي بن معبد، قال رأيت ابن القاسم في النوم فقلت كيف وجدت المسائل ؟ فقال أف أف، قلت فما أحسن ما وجدت ؟ قال الرباط بالثغر، قال ورأيت ابن وهب أحسن حالا منه، وقال سحنون رأيته في النوم فقلت ما فعل الله بك ؟ قال وجدت عنده ما أحببت قلت فأي عمل وجدت ؟ قال تلاوة القرآن، قلت فالمسائل ؟ فأشار يلشيها.
وسألته عن ابن وهب، فقال في عليين، قال الطحاوي بلغني عن ابن القاسم قال ما أعلم في فلان عيبا إلا دخوله إلى الحكام، ألا اشتغل بنفسه ؟ وقال سعيد بن الحداد سمعت سحنون يقول كنت إذا سألت ابن القاسم عن المسائل يقول لي يا سحنون أنت فارغ إنى لأحس في رأسي دويا كدوي الرحى، يعني من قيام الليل، قال وكان قلما يعرض لنا إلا وهو يقول اتقوا الله فإن قليل هذا الأمر مع تقوى الله كثير، وكثيره مع غير تقوى الله قليل، وهكذا فإن الإنسان مدعو إلى الحرص على طلب العلم مجاهدا لنيل الخبرات وكسب المهارات، ولا يقتصر ظهور هذه المهارات على العمل فقط، بل هي تظهر بتعامل الفرد وأخلاقه، فيصبح ممن يحتذى به، وبذلك يتفوق بامتلاك القيم الرفيعة والسلوك السوي.
ولا يقتصر العلم وأهميته على الحاضر بل منذ العصور الأولى كان له المكانة المهمة، وإن الركيزة الأسياسية لتطور المجتمعات بكافة الأصعد هو العلم، لذلك فتح العلم للإنسان المجالات المختلفة، تلك المجالات التي تحقق الطريق العلمي والثقافي لكل مجتمع، وتساعد في النماء الاجتماعي والاقتصادي.
زر الذهاب إلى الأعلى