الدكروري يكتب عن رحلات البغدادي لطلب العلم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام الخطيب البغدادي، وقيل أنه عندما عاد من رحلتة بالبصرة فقد عاود الرحلة من بغداد إلى أصبهان سنة ربعمائة وواحد وعشرين من الهجرة، وأتصل بأبي نعيم الأصبهاني صاحب
كتاب حلية الأولياء، فلازمه وروى عنه، كما روى عن عدد من العلماء والمحدثين، وأخذ عنهم رواياتهم، وكر راجعا إلى بغداد، وأستقر فيها مدة طويلة، وتنقل بعدها بين دمشق وصور وبيت المقدس والعديد من مدن بلاد الشام، وبعد عودته من الشام إلى بغداد قام بالتدريس في حلقته بجامع المنصور، وأجتمع حوله طلابه وأصحابه حتى توفي فيها عام ربعمائة وثلاث وستين من الهجرة، وكان أبوه أبو الحسن خطيبا بقرية درزيجان وممن تلا القرآن على أبي حفص الكتاني.
فحض ولده أحمد على السماع والفقه فسمع وهو ابن إحدى عشرة سنة وارتحل إلى البصرة وهو ابن عشرين سنة وإلى نيسابور وهو ابن ثلاث وعشرين سنة وإلى الشام وهو كهل وإلى مكة وغير ذلك، وكتب الكثير، وتقدم في هذا الشأن وبذ الأقران وجمع وصنف وصحح وعلل وجرح، وعدل وأرخ وأوضح، وصار أحفظ أهل عصره على الإطلاق، وسمع البغدادي من أبا عمر بن مهدي الفارسي ، وأحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي ، وأبا الحسين بن المتيم ، وحسين بن الحسن الجواليقي ابن العريف يروي عن ابن مخلد العطار، وسعد بن محمد الشيباني سمع من أبي علي الحصائري وعبد العزيز بن محمد الستوري حدثه عن إسماعيل الصفار وإبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي وأبا الفرج محمد بن فارس الغوري.
وأبا الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي وأبا بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي ومحمد بن عمر بن عيسى الحطراني، وحدثه عن أحمد بن إبراهيم البلدي وأبا نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وأبا القاسم الحسن بن الحسن بن المنذر، والحسين بن عمر بن برهان وأبا الحسن بن رزقويه وأبا الفتح هلال بن محمد الحفار وأبا الفتح بن أبي الفوارس وأبا العلاء محمد بن الحسن الوراق وأبا الحسين بن بشران، وينزل إلى أن يكتب عن عبد الصمد بن المأمون وأبي الحسين بن النقور، بل نزل إلى أن روى عن تلامذته كنصر المقدسي وابن ماكولا، والحميدي، وهذا شأن كل حافظ يروي عن الكبار والصغار، وسمع بعكبرا من الحسين بن محمد الصائغ حدثه عن نافلة علي بن حرب.
ولحق بالبصرة أبا عمر الهاشمي شيخه في السنن، وعلي بن القاسم الشاهد والحسن بن علي السابوري وطائفة، وسمع بنيسابور القاضي أبا بكر الحيري وأبا سعيد الصيرفي وأبا القاسم عبد الرحمن السراج، وعلي بن محمد الطرازي والحافظ أبا حازم العبدوي وخلقا، وبأصبهان أبا الحسن بن عبدكويه وأبا عبد الله الجمال ومحمد بن عبد الله بن شهريار، وأبا نعيم الحافظ، وبالدينور أبا نصر الكسار، وبهمذان محمد بن عيسى وطبقته، وسمع بالري والكوفة وصور ودمشق ومكة، وكان قدومه إلى دمشق في سنة خمس وأربعين، فسمع من محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي وطبقته واستوطنها ومنها حج وقرأ صحيح البخاري على كريمة في أيام الموسم، وأعلى ما عنده حديث مالك وحماد بن زيد، بينه وبين كل منهما ثلاثة أنفس.
زر الذهاب إلى الأعلى