دين ودنيا

الدكروري يكتب عن هيبة المسلمين ومكانتهم بعد أحد

الدكروري يكتب عن هيبة المسلمين ومكانتهم بعد أحد
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن غزوة أحد، وقيل أن أثر موقعة أحد في المدينة وفي خارجها قد هز من كيان المسلمين، وكان على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعيد للمسلمين هيبتهم حتى لا يتطاول عليهم يهود ومشركو المدينة، ولا
inbound4217911394361677749
يتعرضوا لغارات القبائل حول المدينة، ولاستعلاء قريش وتفكيرها في أن تعاود الكرة لتقضي على المسلمين، وقد فكر الرسول عليه الصلاة والسلام بسرعة وحزم لكي يعيد للمسلمين هيبتهم ومكانتهم، وليرهب عدوه، ويشعرهم بأنه ما زال بالمسلمين قوة، وأن ما أصابهم في أحد لا يمنعهم من تتبع عدوهم والخروج في طلبه، فأمر بلال صباح الأحد فى السادس عشر شوال بعد صلاة الصبح بأن ينادي في الناس.
بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرهم بطلب عدوهم، وألا يخرج إلا من شهد القتال يوم أحد، فتجمع المسلمون الذين شهدوا أحدا من أنحاء المدينة، ودفع الرسول صلى الله عليه وسلم لواءه الذي ما زال معقودا ولم يُحلّ إلى علي بن أبي طالب، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسه، وخرج مع الناس وهو مجروح في وجهه، ومشجوج في جبهته، ورباعيته قد سقطت، وشفته السفلى قد كلمت في باطنها، ومنكبه الأيمن متوهنة من ضربة ابن قَميئة، وركبتاه مجحوشتان، ولم يخرج عليه الصلاة والسلام بمدد جديد، وإنما بنفس المقاتلين الذين لقوا عدوهم بالأمس، بالشجاعة والبطولة والفدائية التي يتمتع بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حيث لا يرضى أن يتبعه إلا مَن كان معه في يوم أحد. 
مع ما بهم من آثار المعركة، وهنا تظهر بطولة أخرى حيث نرى الجرحى يتحاملون على أنفسهم مع ما بهم من آلام قاسية، ويخرجون مع الرسول صلى الله عليه وسلم تنفيذا لأوامره، واستردادا لهيبة المسلمين، ويذكر المؤرخون من ذلك أن رجلا من بنى عبدالأَشهل قد شهد هو وأخوه أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو، قال كل منهما للآخر أَتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والله مالنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل، فخرجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أيسرهما جرحا إذا عجز أخوه عن المشي، حمله عقبة، ومشى عقبة، حتى انتهيا إلى ما انتهى إليه المسلمون.
وصدق الله حين يمدح هؤلاء المؤمنين، فيقول كما جاء فى سورة آل عمران ” الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتقوا أجر عظيم” فسار هذا الجيش الصامد الصابر على ما به من آلام، حتى انتهى إلى حمراء الأسد، وهي على ثمانية أميال من المدينة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث طليعة له، ثلاثة نفر من أَسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock