مقالات

الدكروري يكتب عن حرص النبي علي هداية الطائف

الدكروري يكتب عن حرص النبي علي هداية الطائف
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير عن غزوة الطائف، وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان حريص عليهم أكثر من حرصه على نفسه صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هذا الموقف
inbound4217911394361677749
موقفا عارضا في حياته، إنه صلى الله عليه وسلم، أبى أن يُهلك الطائف ومكة المكرمة حتى بعد أن عرض عليه ذلك ملك الجبال وجبريل عليهما السلام، وفعل ذلك أيضا قبل ذلك مع قبيلة دوس عندما رفضوا الإسلام، فقال صلى الله عليه وسلم” اللهم اهدى دوسا وآتى بهم ” وقد فعل ذلك صلى الله عليه وسلم، مع قريش بعد أن قتلت سبعين من خيار الصحابة في غزوة أحد، فقال صلى الله عليه وسلم ” اللهم اهدى قومى، فإنهم لا يعلمون ” ولقد صدق الله العظيم سبحانه وتعالى.
الذي يقول فى كتابة الكريم فى سورة الأنبياء “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” فلم تكن رحمة للمسلمين فقط، ولكن رحمة لكل البشرية، ولكل الإنسانية، وكان من نتيجة هذه السياسة الحكيمة أن نوفل بن معاوية القائد العسكري المحنك يُدلي برأيه في قضية تنفع الإسلام والمسلمين، وإنها سياسة نبوية ثابتة ومستقرة، فقال نوفل بن معاوية لرسول الله صلى الله عليه وسلم “يا رسول الله، هم ثعلب في جُحر، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك” أي أن أهل ثقيف مثل الثعالب في مكرهم، أي هم أصحاب دهاء وفطنة ومكر، ثم إنه يؤكد أنه لا مهرب لهم من هذه الحصون، فإن أقمت عليه أخذته، غير أنه يشير إلى شيء في غاية الأهمية، فيقول إن شوكة ثقيف وهوازن قد كسرت.
ومعنوياتهم هبطت إلى الحضيض، ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم، وطارت فضيحتهم في الآفاق، لذلك قال نوفل في نظرة عميقة وتحليل دقيق وإن تركته لم يضرك، أي لو صبرت على الحصار، فستصل إلى مرادك، وستفتح الحصن، لأن خطرهم أصبح معدوما، وسوف يضيع الوقت في حصارهم، وقد يكون طول الحصار ضارًا للجيش الإسلامي أكثر من نفعه، وهنا يعقد صلى الله عليه وسلم، موازنة بين الأمرين، فيجد أن بقاءه في هذه البلاد أكثر من ذلك سيوقع الدولة الإسلامية في أضرار أكثر من الفوائد المحصلة، وهنا يأخذ صلى الله عليه وسلم، القرار الصعب بالانسحاب إلى وادي الجعرانة حيث غنائم المسلمين، وترك حصار الحصن المنيع الطائف، وكان صلى الله عليه وسلم.
في منتهى الحسم في هذا القرار، ولكن المتحمسين والعاطفيين من أبناء الجيش الإسلامي لم يستريحوا لهذا الخبر، فأتوا بسرعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا في استنكار نذهب ولا نفتحه؟ فلما رآهم صلى الله عليه وسلم، كثرة، فقد احترم رأيهم، وأراد أن يتعلموا الدرس بصورة عملية، فقال لهم صلى الله عليه وسلم ” اغدوا على القتال” فسمح لهم بالقتال، وفي اليوم الثاني خرج المسلمون للقتال، وفي هذا اليوم بالذات أصيب المسلمون إصابات شديدة، إصابات بالغة فعلا، وقام صلى الله عليه وسلم، ولم يعنفهم على القرار الذي رغبوا فيه، وإنما قال في “إنا قافلون غدا إن شاء الله ” وقد قَبِل المسلمون هذه المرة في سرور، وامتنعوا عن الجدل، واقتنعوا بعدم جدوى القتال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock