ثقافة

الشيخ/ مصطفى فرحات الشناوي يتحدث عن وسائل علو الهمة

الشيخ/ مصطفى فرحات الشناوي يتحدث عن وسائل علو الهمة

الشيخ/ مصطفى فرحات الشناوي يتحدث عن وسائل علو الهمة 
إعداد//محمد واكد 
بناء على توجيهات فضيلة الشيخ/منصور لبيب مدير إدارة أوقاف إيتاي البارود ثان وحسب خطة الإدارة لنشر الوعى خلال شهر رمضان المبارك ألقي فضيله الشيخ مصطفى فرحات الشناوي إمام وخطيب ومدرس 

 

 

inbound6868289279379843590

 

  الحمد لله رب العالمين، والعاقبة الحسني للصائمين ولا عدوان الا علي المفطرين
واشهد أن لا اله الا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد؛
فمنذ ثلاثة أيام استوقفني حديث ووقع في نفسي موقعاً، وهو قول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم :«إِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدْ أَفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ هَلَكَ»مسند الامام احمد،برقم 6764، وقال محققوه: إسناده صحيح. 
وعندما بحثت في معنى الحديث وجدت ان لكل عابدٍ نشاط في العباده بصورةٍ تدعو إلى الإعجاب وحينما فكرت في هذا الشهر الكريم وجدته ينطبق على كثيرٍ من الناس تجده في أول رمضان ذو عزمٍ وجدٍ ونشاطٍ وعزيمةٍ ومثابرةٍ وهذا ما دعاني أن أفكر ملياً في هذا الحديث لماذا قال النبي اللهم صل عليه؟لكل عمل؟ فقلت في نفسي يمكن لأن الأعمال والطاعات كثيرة فهناك سنن وهناك قراءة قرآن وهناك ذكر وقيام لليل وإصلاح بين الناس ونشر خير وغير ذلك، وهذا من فضل الله علينا فاذا ملت النفس من طاعة فإنها تنتقل إلى طاعة أخرى فهذا يبشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قد تبع سنته لذلك يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا فتر الإنسان عن طاعة فانه ينتقل إلى طاعة أخرى وحينما سألت نفسي كيف يمل الإنسان من الطاعة أو كيف يفتر؟ حينها تذكرت السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها
لما دخل -صلى الله عليه وسلم- المسجد رأى حبلاً ممدوداً بين ساريتين، فَقَالَ: (( مَا هَذَا الحَبْلُ؟ )) قَالُوا: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ به ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- : (( لاَ حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ )رواه البخاري(1150)
حينها تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال( أحب الأعمال الى الله تعالى أدومها وإن قل) رواه مسلم (783)
فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- ، أَنَّهَا قَالَتْ: قال رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ ))رواه مسلم (782)
وقد قضت حكمة الله تعالى في مواسم الطاعات أنها ليست كل يوم بل ترتيب الموسم الواحد حتي لايفتر الإنسان المجبول أصلا علي الكسل. 
فمثلا هذا الشهر الفضيل، وتقسيم أزمنته، أن يجعل في ثلثه الأخير، في خاتمته، ما يبعث على علوّ الهمة وتجديد الغدوة والروحة؛ نكاية بالشيطان الذي يقعد في طريق الصوّام، وبالنفس الأمارة التي تثبط القوّام، وبالمقابل محبة لعباده وإكرامًا لهم، فاختار الله الحكيم أن يُودِع الثلث الأخير من الشهر الفضيل العشرَ الأواخر، خلاصةَ رمضان وتاجَه، من الخير والأسرار والمنازل والفضائل ما يسر به عباده الصوّام، إذا ما هم اجتهدوا وجدوا وطلبوا ما فيها من البركات، إرضاءً لرب البريات -سبحانه وتعالي. 
لذا من أهم الأسباب التي تدعو إلي علو الهمة وعدم الركون:
أولاً:- معرفة حاله -صلى الله عليه وسلم-التي هي على النقيض من أحوال بعض الصائمين في زماننا؛ حيث يصيبهم الفتور، ويلحق بهم التراجع، ويطوف بهم التكاسل منذ أن يحاذوا العشر الأوائل، مع أن سرّ العبادات يقول غير ذلك، يقول: إن المفروض بعبادات الصائم وقُرباته في الأيام الأوَل أن تشحنه وتدفعه وتقوي إيمانه وتزيد رغبته، فما أن يصل العشر الأواخر إلا وقد اشتاقت نفسه لمعانقة ليلة القدر، وقطف ثمار العشر الأواخر، وجمع بركاتها.
وتصف لنا ذلك زوجُه الكريمة عائشةُ -رضي الله عنها- فتقول –كما في الصحيحين-: “إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره”. وزاد مسلم: “وجَدَّ وشد مئزره”.
 
ثانياً :ـ التمسك بأدعية النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يستعيذ بالله من الكسل.
حيث كان يقول صلي الله وسلم عليه (اللهم إني أعوذ بك من الكسل.” (البخاري ومسلم).
ثالثاً :ـ معرفة فضائل هذه العشر الأواخر من رمضان وخصائصها ومزاياها و أن فيها ليلة القدر، تلك الليلة المباركة ، فسماها الله تعالى ليلة القدر؛ وذلك لعظم قدرها وجلالة مكانتها عند الله، ولكثرة مغفرة الذنوب وستر العيوب فيها، فهي ليلة المغفرة، وقد خصها الله تعالى بخصائص وفضائل لا تجتمع لسواها. 
رابعاً:ـ من الأشياء ألتي تزيد الهمة؛ هي الصحبة الصالحة
خامساً:ـ قراءة القرآن بتدبر وتعقل:
 فإن القرآن يهدي للتي هي أقوم ، قال الله تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } [الإسراء: 9]
وهو وسيلة من وسائل الثبات والتثبيت على المداومة على العمل الصالح، {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102]. 
سادساً : ـ عدم الترويح على النفس بالمباح: وهو سبب قد لا يلتفت إليه كثير من الناس, وفي الحديث: “إنَّ لربِّكَ عليك حقًّا، وإنَّ لِنَفسكَ عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعْطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ” (البخاري).
أخيراً تذكر الموتِ والدارِ الآخرة وقصرُ الأمل، فإن طول الأمل يورث الكسل ، ويقعد عن العمل ، أما ذكر الموت وتقصير الأمل يدفع العبد إلى العمل دفعاً ، قال تعالى { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 45، 46]
نسأل الله تبارك وتعالي أن يتقبل منا ويقبلنا وأن يعفو عنا ويسترنا ويتقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا وأن يعيننا علي ذكره وشكره وحسن عبادته. وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ماذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock