مقالات

الدكروري يكتب عن بني قينقاع تعلن الحرب علي المسلمين

الدكروري يكتب عن بني قينقاع تعلن الحرب علي المسلمين

الدكروري يكتب عن بني قينقاع تعلن الحرب علي المسلمين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن مواقف اليهود في المدينة المنورة مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وكانت كلها مواقف عداء وصد للمسلكين عن انتشار الرسالة الإسلامية ومحاربتهم، وهذا الأمر له
inbound3034996179061421014
بوادر كثيرة عند اليهود، فهم دائما يخالفون ويسيئون الأدب مع الأنبياء، بل ومع رب العالمين، ولكن رد فعل بني قينقاع كان عنيفا للغاية، وكان هناك إعلان واضح وصريح من اليهود بالحرب، ومخالفة صريحة وواضحة لبنود المعاهدة التي تنص على وقف الحرب بين الطائفتين، بل وتجعل من الواجب على اليهود أن يناصروا المسلمين في حربهم ضد من يغزو المدينة المنورة، سواء من قريش أو من غيرها، فهذه بدايات انشقاقات كبيرة داخل المدينة المنورة. 
ويصرّحون بأنهم على استعداد لحرب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويهددونه ويتوعدونه بذلك، وقد وضح ذلك كله مع مواقف اليهود خلال السنتين السابقتين لهذا الموقف من التكذيب المستمر، والادعاء بالباطل على المسلمين وعلى آيات الله تعالى وكلام النبى صلى الله عليه وسلم، فلما قال يهود بني قينقاع هذا الكلام، فقد أنزل الله تعالى فى كتابة الكريم آيات بينات توضح العلاقة بين المسلمين واليهود خلال الفترة القادمة، فقال الله تعالى فى سورة آل عمران ” قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد” وقد نزلت هذه الآيات في بني قينقاع، وهى فى سورة آل عمران ” قد كان لكم آية فى فئتين التقتا فئة تقاتل فى سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار” 
ولأن بصائر اليهود مطموسة تماما، لم يفقهوا هذه الآيات ولم يهتموا بها، فكان هذا هو الموقف بين اليهود والمسلمين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تصاعد الأمر، وهذا كله لماذا لأن امرأة من المسلمين قدمت إلى سوق بني قينقاع، وجلست إلى أحد الصاغة اليهود تبيع وتشتري منه، فجعل اليهود يريدونها على كشف وجهها، ورفضت المرأة المسلمة ذلك، فجاء أحد اليهود من خلفها وربط طرف ثوبها برأسها دون أن تشعر، وعندما وقفت انكشفت المرأة فصرخت، فجاء أحد المسلمين وقتل اليهودي الذي فعل ذلك، فاجتمع يهود بني قينقاع على المسلم وقتلوه، فكانت هذه بوادر أزمة ضخمة في داخل المدينة المنورة، فقد اجتمعت قبيلة بني قينقاع على قتل المسلم، بعد أن قاموا بجريمة كشف عورة المرأة المسلمة.
وهنا دولة كاملة تتحرك لأجل امرأة واحدة وقد وصل الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الفور جمع صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام وجهّز جيشا، وانتقل سريعا إلى حصون بني قينقاع، وحاصر الحصون وفي داخلها بنو قينقاع، وأصر صلى الله عليه وسلم، على استكمال الحصار حتى ينزل اليهود على أمره، ونلاحظ في موقف النبي صلى الله عليه وسلم، ومدى عزة وكرامة الدولة الإسلامية، فقد حدث نوع من الامتهان لهذه الكرامة بهذه العملية الفاجرة من اليهود، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم، الأمر بمنتهى الجدية، وانتقل بجيشه إلى حصار بني قينقاع مع احتمال سقوط دماء كثيرة، نتيجة القتال مع بني قينقاع وهم من أصحاب السلاح والقلاع والحصون والبأس الشديد في الحرب، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن كل هذا ثمن رخيص للغاية في مقابل حفظ كرامة الدولة الإسلامية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock