معجزات_الأنبياء شبكه اخبار مصر
إعداد عالية الشيمي
سيدنا (إسماعيل) الابن البكر لسيدنا (إبراهيم)، رزقه الله به بعد انتظار سنوات طويلة..
البداية لـ(إسماعيل) حين تركه أبيه هو و(هاجر) حينما كان رضيعًا في وسط الصحراء، فتعرض لاختبار صعب جدًا، ليس اختبار صغره، بل لأنه عندما كبر لم يقل بأن أبي قد تركني رضيعًا، بل كان نعم الابن، بل أن (إبراهيم) عندما بلغه بالرؤيا لم يعارض وتقدم له حتى يذبحه دون خوف.
عاش وكبر وسط قبيلة جرهم وبعض القبائل التي جاءت لتعمر مكة بعد انفجار بئر زمزم، كبر (إسماعيل) ويقال أنه كان قد بلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، وبدأ في السعي لكسب الرزق الحلال ومساعدة أبيه وأمه، ورغم أن أبيه كان يزوره مجرد زيارات عابرة إلا أنه كان يرحب به ويعامله معاملة حسنة لا تشوبها أي جفاء، وبعدها رأى (إبراهيم) رؤيا ذبحه ورغم أن سنه حينها كان صغير ولا يمتلك من مقومات الرجال ما يعينه على أمر مثل هذا، إلا أنه لم يعترض ووافق على الفور منفذًا أمر ربه، (فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) سورة الصافات.
وبعد أن وافق أنزل الله خروف فداء له من السماء، خروف سمين ظل في السماء أربعين سنة يُعلف، وقال بعض العلماء منهم ابن عباس أن ذلك الخروف هو قربان (هابيل) الذي قدمه لله عندما تسابق هو وأخيه على من سيتزوج أختهم.. ومن هنا أصبح ذلك اليوم ثاني أعياد المسلمين -عيد الأضحى- حتى قيام الساعة.
سيدنا (إسماعيل) كان نبي مرسل لقومه في مكة لدعايتهم لعبادة الله الواحد وكانوا بمثابة أهله رغم أن لا صلة قرابة تربطهم به، وكان من صفاته أنه صادق وحليم وصبور، وكان فارس وهو أول من روض الخيل، ويقال بأن الخيل كانت وحوش قبل ذلك لا يستطيع أحد أن يمسها حتى دعا الله أن يعينه على ترويضها ومن يومها وهي على ما نراه الآن.. حبيبنا النبي كان يقول (اتخذوا الخيل واعتبقوها، فإنها ميراث أبيكم إسماعيل).. ويقال أيضًا أنه أول من رمى بالسهم.. وقد كان أول من نطق بالعربية المبينة، بمعنى العربية السليمة الصحيحة بدون أخطاء.. وسيدنا (محمد) من ذريته فـ(إسماعيل) جده.
تزوج (إسماعيل) من مكة، وكان أبيه سببًا في أن يطلقها -كما ذكرنا سابقًا- وبعدها تزوج واحدة أخرى وأوصاه أبيه أن يحافظ عليها فحافظ عليها، نفذ أوامر أبيه دون نقاش ولم يقل بأن مصلحتي أنا من أفهمها.
وبعد فترة كبيرة أوحى الله لسيدنا (إبراهيم) ببناء الكعبة فتوجه صوب (إسماعيل)، وسأله أتعينني؟ فقال له افعل ما أمرك الله به، فقال أنه قد أمرني ببناء بيته الحرام هنا، فيبدأوا في بناءه ويوزعون العمل على بعضهم البعض فيذهب (إسماعيل) لإحضار الحجارة ومناولتها لأبيه كي يقوم بالبناء.
كان بناء الكعبة من أصعب مما نتصور، كانوا يحفرون لعمق معين حتى لا يهتز الأساس رغم أنهم وحدهم لا يملكون معين، ويحضرون الحجارة من الجبال ويحملونها حتى المكان المقصود، فكان العمل شاق جدًا.
ولما ارتفع البناء وسيدنا (إبراهيم) لم يعد يطوله، أحضر سيدنا (إسماعيل) حجر ليقف عليه، وذلك الحجر ما زال موجود في الكعبة حتى الآن عليه آثار سيدنا (إبراهيم) وسمي بمقام (إبراهيم)، (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) سورة البقرة.
وبعد أن انتهوا من بناء الكعبة نزل سيدنا (جبريل) بالحجر الأسود من الجنة، وقد كان أبيض عندما نزل وغلبه السواد بسبب ذنوب أبناء (آدم)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا آدم).
ومن الحجر الأسود يبدأ الطواف وينتهي.
لم يكن تحديد مكان الحجر الأسود عشوائي من سيدنا (إبراهيم) بل كان أمر رباني من الله سبحانه وتعالي وقد اكتشفوا فيما بعد أن المكان جغرافيًا أفضل مكان مريح للعين بداخل الكعبة، وقد أُثبت بعدها أن مكان الكعبة نفسه أفضل مكان في العالم وقد طالب باحث غربي اسمه (آرنولد كيسرلنج) بأن يصبح موقع الكعبة هو خط الطول الأساسي بدلًا من خط طول إنجلترا الذي فُرض علينا حين كانت إنجلترا أقوى دولة في العالم عام 1882م.
#ملحوظة: هناك بعض التفاصيل لم أذكرها لأنها ذكرت في قصة سيدنا إبراهيم.
وآخيرآ كلها اجتهادات من العلماء في تفسير كتاب الله، والله أعلى وأعلم بصحتها.
error: Content is protected !!
