مقالات

الدكروري يكتب عن موقف الحجامة للصائم

الدكروري يكتب عن موقف الحجامة للصائم

الدكروري يكتب عن موقف الحجامة للصائم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن أحكام الصيام، وأما عن الحجامة للصائم فاختلف فيها العلماء، فمنهم من قال لا حرج فيها لهذا الحديث، ومنهم من قال تمنع لقوله صلى الله عليه وسلم “أفطر هذان، أو قال” أفطر
inbound3034996179061421014
الحاجم والمحجوم ” وما جاء في معناه، وبه قال جماعة من أهل العلم، وأجاب ابن القيم رحمه الله عن حديث ابن عباس رضى الله عنهما “احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم” أنه لا تكون فيه حجّة إلا بعد تمهيد أربع قواعد وهم، أولا أن تكون الحجامة في حال الإقامة، لا في حال السفر، وثانيا أن يكون صائما صوم فريضة، وثالثا أن تكون بعد النهى لا قبله، ورابعا يكون صحيحا، ليس مريضا، قد يكون احتجم من مرض، أو يكون بحاجة للحجامة وهو صائم، قد تكون لها أسباب. 
قد تكون فى السفر، كما جاء فى الحديث هذا أنه صلى الله عليه وسلم احتجم وهو قاعد، ما هو مسافر، وهو مسافر يجوز أن يُفطر بالحجامة وغير الحجامة، قد يكون صوم نافلة، والمتنفل له أن يفطر بالحجامة وغيرها، وهو مقصوده رحمه الله وأن الأصل الأخذ بنص” أفطر الحاجم والمحجوم” والأصل المنع فى حق الصائم، وهذا هو الأصل، فيكون قول ابن عباس “احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم” يحتمل أن هذا كان فى حال السفر، أو في العائلة، أو قبل منع الحجامة، أو حال المرض بعذر شرعى، وأما رواية الدارقطنى “أن النبى صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم” فرواية الدارقطني لا تقاوم برواية الأئمة الكبار الذين رووا حديث” أفطر الحاجم والمحجوم. 
وكان أنس رضى الله عنه يحتجم وهو صائم وجماعة، وبعضهم حكاه قول الجمهور أن الحجامة لا تفطر الصائم، وبكل حال، فأمر الحجامة في الصوم فيه شبهة، وأنه ينبغي للمؤمن فى مثل هذا ترك الحجامة، إلا فى الليل خروجا من الخلاف، وعملا بالأحاديث كلها، واحتياطا للدين، فإذا دعت الحاجة للحجامة فليؤجل ذلك إلى الليل، حتى يخرج من الخلاف، ويصح صومه إذا كان صومه فريضة، وهكذا هو حكم الاحتجام للصائم، فكان السؤال هل الحجامة تفسد الصوم أم هى منسوخة؟ وإن الجواب هذا فيه خلاف بين أهل العلم، فمنهم من رآها تبطل الصوم لحديث أفطر الحاجم والمحجوم، ومنهم من رآها لا تفطر لحديث أنس وغيره أنه كانوا لا يكرهونها إلا من أجل الضعف، وقد اختلف العلماء في ذلك. 
والمشهور أنها تفطر الصوم، وأن آخر الأمرين من النبي صلى الله عليه وسلم أنها تفطر الصائم، ولكن الخلاف قائم فيها والحجة من الجانبين قوية فالأولى من المؤمن أن يتباعد عنها أثناء الصيام يحتاط لدينه، ولا يحتجم إلا فى الليل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock