النبي_ذو_الكفل شبكه اخبار مصر
إعداد عالية_الشيمى
اليوم الخامس عشر
مع #النبي_الرابع_عشر
#النبي_ذو_الكفل!.
قصة سيدنا (ذو الكفل) من أكثر قصص الأنبياء غموضًا، وغموضها سببه عدم ذكر أي تفاصيل عنه في القرآن والسنة، الله اكتفى
فقط بذكره في آيتين في القرآن الكريم.. ولكن رغم قلة ذكره في القرآن إلا أنه قد تكرم تكريمًا كبيرًا جدًا من الله، ففي آية وصفه الله بالصبر وجمعه مع سيدنا (إسماعيل) وسيدنا (إدريس)، (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين) سورة الأنبياء.. وثاني آية ذكر فيها (ذو الكفل) كان مع سيدنا (إسماعيل) أيضًا وسيدنا (اليسع)، (واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار) سورة ص.
الغموض في قصة سيدنا (ذا الكفل) أدى بطبيعة الحال إلى اختلاف العلماء على كل تفاصيل حياته، لدرجة أن شخصية سيدنا (ذا الكفل) نفسها يوجد اختلاف عليها..
فقيل أنه ابن سيدنا (أيوب) واسمه الأصلي (بشر).. وقيل أنه هو نفسه سيدنا (إلياس) -المذكور في كتب اليهود باسم إليا-.. وقيل أنه رجل صالح وخليفة لأحد الملوك أو الأنبياء، ومن هنا نشأ الخلاف على نبوته من عدمها فاعتبره البعض خليفة وليس نبيًا.. فقيل هو خليفة سيدنا (اليسع) عليه السلام.. وقيل هو خليفة أحد أنبياء بني إسرائيل.. ويقال هو نفسه (عوبديا) صاحب الكتاب الرابع من كتب أنبياء اليهود الاثني عشر التي يسمونها كتب اليهود الصغار.. وقيل أنه رجل صالح من بني إسرائيل تم استخلافه على أمرهم وتكفل بهم.. لكن الراجع وما اتفق عليه العلماء هو أنه نبي من الخمسة والعشرين نبيًا الذين ذكروا في القرآن وإلا ما كان ارتبط اسمه باسم الأنبياء في الآيات.
أما عن سبب تسميته بـ(ذي الكفل)، فقد اجتمعت الآراء على أنه قد تكفل بأمرٍ ما.. وإما أنه تكفل بعمل أحد الصالحين أو الأنبياء، أو أن الله من تكفل له بتحقيق وعده!
فيحكى أنه قد مر ذات يوم على بلاد ملك كافر من بني إسرائيل، فبدأ في إقناعه بالإيمان، فسأله الملك وإن آمنت ما جزائي؟ قال له الجنة وبدأ في وصفها.. أحب الملك وصف الجنة واشتاق لها، فسأله من يتكفل بذلك الوعد، فقال له أنا بذلك كفيل، فأسلم الملك وأحسن العبادة وإطاعة ربه، فلما مات تكفل الله بوعد (ذا الكفل) وأدخله الجنة.. وبعدها بدأ (ذو الكفل) يتكفل لكل شخص يعبد الله بأنه سيدخل الجنة.
أشهر الروايات التي يذكرها المفسرون عن (ذي الكفل) هي رواية ابن عباس التي يحكي فيها عن محاولات الشيطان معه كي يخلف بوعده..
والقصة أن سيدنا (ذا الكفل) كان قاضيًا يحكم بين الناس بالعدل، كان يعمل وهو صائم ويعطي الله حق العبادة ويقال بأنه كان يصلي مائة صلاة في اليوم..
حسده (إبليس) وأصر على إغوائه فبعث له أتباعه يحاولون معه بكل الطرق حتى يخلف الوعد، وكانوا يفشلون، فقرر (إبليس) بنفسه إغواءه وكانت خطته أن يجعله يخلف الوعد الثالث وهو ألا يغضب.
دخل (إبليس) لـ(ذي الكفل) أثناء نومه، ومن المعروف أن وقت النوم يتحكم في ميزاجية الإنسان، وكان (ذو الكفل) نومه قليل جدًا بسبب انشغاله في اليوم كله.. فحضر له (إبليس) وقت قيلولته وتمثل في هيئة عجوز وادعى بأنه مظلوم ومقهور.. وبدأ في سرد قصته وقد شرح له بأن أهله وقومه يظلمونه بقوة جبارة، زاد في الكلام والثرثرة حتى انتهى وقت نوم (ذي الكفل) وحان وقت عمله فكان من الواجب له أن يذهب لعمله دون نوم، سيدنا (ذا الكفل) استأذن العجوز أن يذهب لعمله كقاضي وأن يلحق به حتى يحكم في قضيته.. فعل (إبليس) ما يريد وأضاع على سيدنا (ذا الكفل) وقت قيلولته، ويقال بأنه لم يكن ينام سوى وقت قيلولته في اليوم كله.. استمر الوضع فأضاع له يومًا واثنين وثلاثة، وفي كل مرة يخترع حجة حتى لا يحضر المجلس.. سيدنا (ذو الكفل) عمره ما رد مظلومًا، ولكنه أُرهق بشدة وذلك بسبب أنه قد أصبح لا ينام ويصوم ويقيم الليل ويمارس عمله.. فأمر أحد الحراس بالوقوف على الباب ولا يدخل عليه أحدًا حتى ينهي قيلولته..
وعندما حضر (إبليس) لم يستطع الدخول من الباب فتسلل بطريقة ما، هناك من قال بأنه قد تسلل من شق في الحائط وهناك من قال بأنه عاد لطبيعته كـ(إبليس) من جديد ليخترق الحائط ويتشكل في هيئة الرجل العجوز من جديد.. أفاق سيدنا (ذا الكفل) ليعلم بأنه (إبليس) فقال سريعًا يسأله:
– أعدو الله؟
فقال (إبليس):
– نعم، أعييتني في كل شيء، ففعلت ما ترى لأغضبك.
بعد وفاة سيدنا (ذا الكفل) دُفن في العراق في قضاء الكفل التابع لمحافظة بابل، منتصف الطريق بين الكوفة والحلة..
وهذه الصورة للقبر الذي يقولون بأنه قد دُفن فيه، والله أعلى وأعلم.
-وآخيرًا كلها اجتهادات من العلماء في تفسير كتاب الله، والله أعلى وأعلم بصحته
