الدكروري يكتب عن قل آمنت بالله ثم استقم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإستقامة، والثبات علي العمل الصالح والمدامة عليه، فقيل أن رجلا قال يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك، قال ” قل آمنت بالله، ثم استقم ” قلت فما أتقي ؟ فأومأ إلى لسانه” رواه النسائى، وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا

رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به قال ” قل ربي الله، ثم استقم ” قلت يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف لسان نفسه، ثم قال ” هذا ” رواه الترمذي وابن ماجه، وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال ” قل آمنت بالله ، ثم استقم ” وقوله تعالى ” تتنزل عليهم الملائكة” وهو يعني عند الموت قائلين “ألا تخافوا”
أى مما تقدمون عليه من أمر الآخرة ” ولا تحزنوا” أى على ما خلفتموه من أمر الدنيا، من ولد وأهل، ومال أو دين، فإنا نخلفكم فيه ” وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون” فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير، وإن الملائكة تقول لروح المؤمن اخرجي أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه، اخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان ” وقيل إن الملائكة تتنزل عليهم يوم خروجهم من قبورهم، وعن جعفر بن سليمان قال سمعت ثابت قرأ سورة ” حم السجدة ” حتى بلغ قول الله تعالى “إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة” فوقف فقال بلغنا أن العبد المؤمن حين يبعثه الله من قبره، يتلقاه الملكان اللذان كانا معه في الدنيا، فيقولان له لا تخف ولا تحزن “وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون”
قال فيؤمن الله خوفه، ويقر عينه فما عظيمة يخشى الناس يوم القيامة إلا هي للمؤمن قرة عين لما هداه الله، ولما كان يعمل له في الدنيا، وقال زيد بن أسلم يبشرونه عند موته وفي قبره وحين يبعث، وقوله تعالى ” نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة” أى تقول الملائكة للمؤمنين عند الاحتضار نحن كنا أولياءكم، أى قرناءكم في الحياة الدنيا، نسددكم ونوفقكم ونحفظكم بأمر الله، وكذلك نكون معكم في الآخرة نؤنس منكم الوحشة في القبور وعند النفخة في الصور، ونؤمنكم يوم البعث والنشور ونجاوز بكم الصراط المستقيم ونوصلكم إلى جنات النعيم، وقوله تعالى ” ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم” أى في الجنة من جميع ما تختارون مما تشتهيه النفوس، وتقر به العيون “ولكم فيها ما تدعون”
أى مهما طلبتم وجدتم، وحضر بين أيديكم، أى كما اخترتم، وقوله تعالى” نزلا من غفور رحيم” أى ضيافة وعطاء وإنعاما من غفور لذنوبكم، رحيم بكم رءوف، حيث غفر، وستر ورحم ولطف.
زر الذهاب إلى الأعلى