الدكروري يكتب عن قريش بعد هزيمة بدر الكبري
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية كما جاء في كتب السيرة النبوية الكثير والكثير عن غزوة أحد، وقد بدأت غزوة أحد حين خرجت قريش وعلى رأسها أبو سفيان تريد الهجوم على المدينة، والثأر لما
نالها من هزيمة فادحة في غزوة بدر، وبلغ من حنق قريش وطغيانها، أنها أوقفت على تكاليف غزوة أحد جميع دخل قافلة أبي سفيان التي فر بها قبل معركة بدر حيث ظلت تلك القافلة واقفة عند دار الندوة بمكة، انتظارا لما يُسفر عنه رأي قادة قريش، وقد اتفق أولئك القادة على أن تباع العير وما تحمله، ويخصص الربح كله لتجهيز جيش لقتال المسلمين في المدينة، والانتقام لما نالته قريش من هزيمة بدر، وإن نفرا من رجال قريش ممن أصيب آباؤهم وإخوانهم يوم بدر، كلموا أبا سفيان بن حرب.
ومن كانت له في تلك العير من قريش أن محمد قد وتركم، وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه فلعلنا ندرك منه ثأرنا بما أصاب منا، ففعلوا، وأخذ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يستعد في المدينة حين بلغه زحف قوات قريش، حيث بلغت مشارف المدينة نفسها في اليوم الأول من شهر شوال من العام الثالث للهجرة، واعتمد الرسول صلى الله عليه وسلم في تعبئة قواته ليس على الجانب المادي فحسب بل على الإيمان والحق وقوة الشورى، باعتبار أن مبدأ الشورى خير سبيل، يؤدي إلى توحيد قلوب المؤمنين المخلصين، ويجعل كل نفس تحس بأنها جزء لا يتجزأ مع غيرها، فضلاً عن اكتشاف الآراء ومعرفة رأي أصحابها، ووقف الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة يستشير المسلمين قبل المعركة.
وكان محور الشورى يدور على أمرين، أيخرج النبي صلى الله عليه وسلم بجيش المسلمين للقتال، أم يبقي في المدينة ويقاتل العدو؟ وذلك استطلاعا للرأي في أي الأمرين أنكى للعدو وأقرب للنصر، وروي أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” امكثوا، واجعلوا الذراري في الآطام، فإن دخل علينا القوم في الأزقة قاتلناهم، ورُموا من فوق البيوت” وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ” فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فإن أقاموا أقاموا بشر مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها” وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الخروج، ولكن نفرا من الصحابة فاتهم غزوة بدر قالوا يا رسول الله، اخرج بنا إلى أعدائنا، لا يرون أنا جبنا عنهم وضعفنا.
فقال عبدالله بن أبي ابن سلول “يا رسول الله، أقم بالمدينة، لا تخرج إليهم فوالله ما خرجنا منها إلى عدو قط إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه فدعهم يا رسول الله، فإن أقاموا بشر محبس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجههم، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاؤوا”
زر الذهاب إلى الأعلى