الدكروري يكتب عن حياة الصحابي زيد بن أرقم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي زيد بن أرقم وأنه قال أول مشاهده مع الرسول صلى الله عليه وسلم، هى المريسيع وقيل أول مشاهده الخندق، وقد أنزل الله تصديقه في سورة المنافقون وكان ذلك في غزوة بني المصطلق، وقيل في غزوة
تبوك، وشهد زيد بن أرقم مع علي بن أبى طالب، معركة صفين، وهو معدود في خاصة أصحابه، وزيد بن أرقم، وهو الذي رفع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله ابن أبيّ بن سلول، قوله ” لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل” فأكذبه عبد الله بن أبيّ وحلف أن زيد بن أرقم كاذب، فأنزل الله تصديق زيد بن أرقم، فتبادر أبو بكر وعمر إلى زيد ليبشراه فسبق أبو بكر عمر فأقسم عمر ألا يبادره بعدها إلى شيء.
وجاء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأخذ بأذن زيد وقال ” وفت أذنك يا غلام ” وتوفى بالكوفة سنة سته وستين من الهجرة، وقال محمد بن سعد وآخرون توفى سنة ثمان وستين من الهجرة، وعن عمار بن ياسر قال، كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقام به شهرا فصالح بها بني مدلج، وقبيلة مدلج المدالجة هى تنسب إلى مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو أحد القبائل العربية وتشتهر هذه القبيلة بالقيافة، وبني مدلج بطن من كنانة قليل العدد، وهم مستقرون في العشيرة، ويعملون في الزراعة، وخاصة زراعة النخيل.
ويسكن بجوارهم بنو ضمرة، وبينهما حلف، وتقع منازلهم غرب المدينة المنورة بقرب الساحل، وكانت أهداف غزوة العشيرة هو الوصول إلى قافلة قريش واعتراض طريقها والظفر بها، وذلك لاسترداد جزء من أموال المسلمين التي استولى عليها كفار قريش عندما ترك المهاجرون مكة، وكان هذا هو الهدف المباشر من الغزوة، أما الهدف غير المباشر فكان لتخويف قريش وإربكاها وإدخال القلق إلى نفوس كفار قريش ليعلموا أن المسلمين أصبحوا يُشكلون قوة في المدينة المنورة، كما كان الهدف من غزوة العشيرة أيضا هو أن تكون ممهدة لغزوات أخرى أكبر في المستقبل، وهذا ما حدث تماما، إذ حدثت على إثرها غزوة بدر الكبرى في العام نفسه، والتي قامت على نفس القافلة أيضا.
ولكن في طريقة عودتها من الشام إلى مكة، وقد وقعت غزوة العشيرة في منطقة العشيرة، وهي منطقة موجودة قرب ينبع حاليا، وتبعد مسافة اثنين كيلو مترا عن قرية المبارك باتجاه الشرق، وكان ذلك في أواخر شهر جمادى الأولى وأوائل جمادى الآخرة من العام الثاني للهجرة، إذ ان الرسول صلى الله عليه وسلم، وصل إلى موقع ذي العشيرة في أواخر جمادى الأولى وأقام فيه عدة أيام من جمادى الآخرة قبل أن يعود إلى المدينة ومن معه من صحابته الكرام، وخرج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بنفسه في هذه الغزوة، وكان قائدا للمسلمين، وكان معه مائة وخمسين مهاجرا، يركبون ثلاثين بعيرا.
زر الذهاب إلى الأعلى