مقالات

الدكروري يكتب عن انشغال الدارسين بالقرآن الكريم

الدكروري يكتب عن انشغال الدارسين بالقرآن الكريم

الدكروري يكتب عن انشغال الدارسين بالقرآن الكريم
بقلم / محمـــد الدكــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي أن هناك الكثير والكثير من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وإن انشغال الدارسين بالقرآن الكريم على مر العصور هو وجه من وجوه الإعجاز،
وكما قال مالك بن بني “بقى الإعجاز مع القرآن لأنه من جوهره، وليس من توابعه” وإن العناية بالقرآن الكريم ودراسته من أوجب الواجبات على القادرين من المسلمين فهو كتاب الله وحجته على عباده، وهو كلام الله الوحيد الذي يسمعه كل ما فى الكون، وهو أمانة بين أيدى المسلمين تكفل الله بحفظه، وهو تكريم كرمنا الله به، وشرف شرفنا الحق به، والقرآن على الحقيقة لا تنقضي عجائبه، ولما أوغلت البشرية فى علومها المادية، وحققت الكشوف والانتصارات الباهرة، ازدادت حاجتها إليه لأنه يردها إلى الخالق العظيم.
الذي صنع الموجودات كلها، وأودع فيها نظامها على النسق المبهر الذي يكتشفه الإنسان، وكلما قرأت قول الحق سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة يس ” أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين” رددت إلى الحقيقة البدهية التى غابت عن إنسان العصر، إن ما يقدمه الإنسان اليوم من الكشوف العلمية إنما هو استقراء لصفحة الكون، الذى أبدعه الخالق العظيم سبحانه وتعالى، فإن الكون بكامله مسخر للإنسان فسماوات سبع شداد، وسقف محفوظ، وشمس وقمر، ونجوم مسخرات، معين من طاقة السراج الوهاج، وشجرة للطاقة أنشأها الله، وسحاب مسخر بين السماء والأرض، وطير يمرح فى جو السماء، وقبة سماوية تبهج البصر، وبناء محكم للسماء، وغلاف جوى تستنشق منه الخلائق الأوكسجين. 
وتأخذ منه النباتات ثانى أكسيد الكربون، وتحوله إلى خشب يكون مصدرا للطاقة، وتحترق فيه الشهب فلا تصيب الأرض، وسماء ذات رجع للماء وللأشعة الضارة بالإنسان، وعلى وجه العموم سماء بل سماوات بأبراجها ومجراتها وعوالمها، ما عرفنا منها وما لم نعرف، مسخرة لذلك المخلوق الذي استخلفه ربه في الأرض، فيقول تعالى كما جاء فى سورة الملك ” ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت” فانظر النظرة الأولى، وأتبعها بالثانية، ثم أتبع النظرتين بنظرات، نظرك عليل وحسير، فلا يوجد فى خلق الرحمن من تفاوت، بل استواء منزه عن كل نقص وعيب، ولكنا نرى في السماء صراعا بين البشر على حرب النجوم، وتجارب نووية مهلكة في الأرض وفى السماء، وثقبا لطبقة هامة من طبقات الغلاف الجوى. 
وسموما من الغازات تلوث الهواء، وفسادا فى الهواء بما كسبت أيدى الناس، أما الأرض فقد وضعها الله للأنام، وكل شيء فيها بمقدار، جعلت فيها الرواسى، وبورك فيها، وأودع فيها خالقها العظيم أقواتها، وأخرج منها الماء والمرعى، وشق فيها الأنهار، وسخر فيها البحار، وألقى فيها الرواسي، وذرأ فيها الثروات، فهى الفراش والمهاد، وهي المستقر والمستودع، وعليها وفيها بثت الدواب، أنعامها دفء ومتاع، وأثاث ومأكل ومشرب، ومن دوابها ركوب، فيها من كل زوج بهيج، ماؤها هو الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock