الدكروري يكتب عن القوات الإسلامية تواجه قبيلة قضاعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة أنه قد تحركت القوات الإسلامية بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحو قبيلة قضاعة التي كانت تنزل شمال قبائل أسد وغطفان، وقضاعة قبيلة عربية قديمة اختلف النسابة
في نسبها فنسبوهم لحمير ومنهم من نسبوهم إلى معد، وأما عن حمير، فهى مملكة قديمة نشأت في ظفار يريم وقد استطاعت القضاء على ممالك اليمن القديم الأربعة وضمها وقبائلها في مملكة واحدة هي آخر مملكة يمنية قبل الإسلام، وكانت لهم علاقة وثيقة بمملكة كندة عن طريق تحالف بينهم يعود للقرن الثاني قبل الميلاد، وإن الحميريون بالأصل هم قبائل سبئية اعتنقت الديانة اليهودية، وكانت تنتشر في مناطق ريمة، وتعز، وإب، وذمار، وأجزاء من صنعاء ومأرب.
وعاصمتهم ظفار في محافظة إب، وأما عن معد بن عدنان، فهو الجد التاسع عشر للنبي الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وقد حكى الطبري وابن سعد أن معد بن عدنان كان يكنى أبا قضاعة، وقال البلاذري، كان يكنى أبا نزار، ويقال أنه يكنى أبا حيدة، والأشهر أنه كان يكنى أبا قضاعة، وقيل أن معد بن عدنان، هو من ذرية نبى الله إسماعيل بن نبى الله إبراهيم عليهما السلام، وهما من ولد سام بن نوح، ومعروف أن النسب فوق عدنان مختلف فيه وقد ذكره النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في إشارة إلى قوله تعالى من سورة الفرقان “وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك” غير أنه معروف لدى العرب أن الولد قد ينسب إلى جده فنقول عدنان بن إسماعيل أو من ولد إسماعيل.
رغم أن بينهما دهرا وأجيالا، وكانت دمة الجندل في حدود قبائل الغساسنة الموالين للدولة الرومية وهى بيزنطة، وكان من أهداف غزوة دومة الجندل وهو عندما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، نبأ وجود قوم في منطقة دومة الجندل يظلمون كل من يمر بهم ويحاولون الاقتراب من المدينة، قرر القيام بغزو تلك المنطقة، وكان لتلك الغزوة العديد من الأهداف، وهو القضاء على القبائل التي تقطع الطريق في دومة الجندل، وتأمين الطرق للمسلمين وللناس باتجاه الشمال أي بين المدينة المنورة وبلاد الشام، سواء من أجل القوافل التجارية أو غير ذلك، وتأمين المدينة المنورة من الجهة الشمالية من أي هجوم مباغت، والسيطرة على المنطقة العربية وبلوغ أقصى الحدود وبسط النفوذ على المنطقة.
والعمل على نشر الإسلام في مناطق أوسع بعد أن استقر المسلمون في المدينة بعد غزوة بدر الآخرة، ويجب أن نعلم أنه قد اضطر المسلمون للهجرة وترك الديار والأموال والأهل وكل شيء، وكانت هجرتهم مرتين إلى الحبشة، ثم إلى المدينة المنورة، ولم يتركهم كفار مكة يعيشون حياتهم في أمان هناك، بل طاردوهم وحاصروهم وراسلوا مشركي المدينة ويهودها لاستئصال المسلمين تماما من على وجه الأرض.
زر الذهاب إلى الأعلى