دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الروم مع المسلمين بعد غزوة مؤتة

الدكروري يكتب عن الروم مع المسلمين بعد غزوة مؤتة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن غزوات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الغزوات هي غزوة تبوك التي كانت بين المسلمين وبين الروم، ولقد كان السبب الرئيسي من هذه الغزوة هو التخلص من الخطر المحدق بالإسلام
والمسلمين من قبل الروم، الذين لم يحتملوا خسارتهم في معركة مؤتة أمام المسلمين، عدا عن ذلك فقد قام المنافقين بمراسلة الروم ودس المكائد للمسلمين وارتكاب العديد من الجرائم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي حق المسلمين، كما قاموا ببناء مسجد الضرار لإيهام المسلمين، إلا أن هذا المسجد شكل مركزا لتجمع المنافقين، ولم يدخل الرسول صلى الله عليه وسلم، إليه أبدا، وقام بهدمه بعد إنتهاء هذه المعركة. 
ومن دهاء وخبث المنافقين أنهم جعلوا الأمور بالنسبة للمسلمين غير واضحة أبدا، إلا أنهم تأكدوا من نوايا الروم تجاههم من خلال الأنباط القادمين من الشام، بعد أن تأكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، من نوايا الروم فقد قام بإعداد جيش عظيم وصل عدد مقاتليه إلى ثلاثين ألف مقاتل، عدا المنافقين الذين لم يخرجوا معهم واختلقوا الأعذار، ليبقوا في بيوتهم، فكشفهم الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا سميت هذه الغزوة بالفاضحة، لأنه فيها تم كشف المنافقين ونواياهم الخبيثة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم، بجيشه لمواجهة جيش الروم الذي بلغ عدد مقاتليه أربعين ألف مقاتل، إلا أن الجو كان في ذلك الوقت شديد الحرارة والأرض مجدبة، وفي الطريق شح الماء والطعام. 
فأكل المسلمون أوراق الشجر، وفتحوا بطون البعير ليشربوا الماء منها، لذا سميت هذه الغزوة أيضا بغزوة العسرة، للصعوبات والعقبات التي واجهت المسلمين وهم في طريقهم إلى مكان المعركة، كما أن بعض المسلمين تخلفوا عن الخروج إلى هذه الغزوة فعاتبهم الله عزوجل، وعندما وصل المسلمون إلى عين تبوك، وهي مكان الغزوة وإليه نسب اسمها، كان الروم هناك ينتظرون قدومهم، إلا أنه بمجرد رؤيتهم للمسلمين، دب في قلوبهم الرعب وفروا هاربين خائفين من مواجهة المسلمين، وانتصر المسلمون في هذه المعركة دون قتال ودون سفك دماء، وكان من نتائج هذه المعركة أن دخل حلفاء الروم وهم النصارى لحلف الرسول صلى الله عليه وسلم. 
والمسلمين مقابل أن يدفعوا الجزية، كما تم إخضاع إمارة دومة الجندل وإمارة أيلة وهى العقبة إلى حكم المسلمين، وفى غزوة تبوك والمنافقين فقد ذكر ابن كثير في تفسيره، وفي تاريخه، أن الله سبحانه وتعالى لما أنزل قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا” فقالت قريش، وكان ذلك بعد فتح مكة ” لينقطعن عنا المتاجر والأسواق أيام الحج، وليذهبن ما كنا نصيب منها، فعوضهم الله عن ذلك، بالأمر بقتال أهل الكتاب، حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock