الدكروري يكتب عن احذروا أن تضيعوا رمضان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر الخير والبركة شهر رمضان، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من صام رمضان إيمانا بالله واحتسابا للأجر من الله عز وجل غُفر له ما تقدم من ذنبه” فيا له من فضل ووالله لا يُرحم منه إلا الهالك الخاسر، فقال
صلى الله عليه وسلم قال “رغم أنف عبد أدرك رمضان ثم انسلخ رمضان ولم يغفر له” فمن الآن اصدق الله عز وجل، وعاهده على ألا ينسلخ رمضان من بين يديك، إلا وقد غفر الله عز وجل لك، وألا يخرج إلا وأنت حريص مقيم على طاعة الله، وعلى كل عمل يرضى الله عز وجل فى رمضان، وإياك أن تنشط للعبادة في النصف الأول فإذا أقبل عليك النصف الثانى من رمضان تكاسلت وانشغلت بالمباريات والمسلسلات والأفلام فأحذر ألا تضيع العمر أمام المسلسلات.
وأمام الفوازير والأفلام، فقد ضيعنا الأيام قبل ذلك، فوالله ثم والله لا نضمن أن نصوم رمضان القادم، فانظر إلى آبائك وأحبابك وإخوانك الذين كانوا معك في رمضان الماضي أين هم؟ لقد تركوا الأهل، وتركوا الأحباب، وتركوا الدنيا، وهم الآن بين يدي الله تعالى، ويتمنى الكثير منهم أن يرجع يوما إلى الدنيا ليصوم لله، أو ليصلى ركعة لله، أو ليفتح كتاب الله، أو ليتصدق على فقير، أو ليزور مسكينا، أو ليصل رحمه، فقيل أنه نام هارون الرشيد على فراش الموت فبكى، وقال لمن حوله من أصدقائه، وأقربائه ووزرائه أريد أن أرى قبري الذى سأدفن فيه، فحملوا هارون إلى القبر فنظر إليه وبكى، ورفع رأسه إلى السماء وقال ” ما أغنى عنى ماليه، هلك عنى سلطانيه” ثم رفع رأسه إلى السماء ثانية وقال يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه.
ولإن رمضان شهر القرآن، فكان سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين إذا دخل عليهم رمضان فرغوا جل وقتهم لقراءة القرآن، حتى قال الزهرى “إذا دخل رمضان فإنما هو لقراءة القرآن، ولإطعام الطعام” وكان إمام دار الهجرة مالك بن أنس إذا دخل شهر رمضان فرغ جل وقته لقراءة القرآن، وترك قراءة الحديث النبوى الشريف، فاقرأ القرآن، ولا يخرج عنك الشهر إلا وقد قرأت القرآن على أقل تقدير مرة، فإن السلف رضوان الله عليهم منهم من كان يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليال مرة، فلا تضيع رمضان إلا وقد قرأت كتاب الله كله مرة على أقل تقدير، فإن قرأت القرآن أكثر من ذلك فأنت على خير، واسمع ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن ابن مسعود رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف” وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه” رواه مسلم، وعن السيدة عائشة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الذى يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، أى مع الملائكة، والذى يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران” رواه البخارى ومسلم، فللقارئ أجر على قراءته، وأجر على مشقته وصبره على هذه المشقة، وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا حسد والحسد هنا بمعنى الغبطة، إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار” رواه البخارى ومسلم.
زر الذهاب إلى الأعلى