الدكروري يكتب عن إتقاء شر السحر قبل وقوعه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية كما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة أنه قد شرع الله سبحانه وتعالى لعباده ما يتقون به شر السحر قبل وقوعه، وأوضح لهم سبحانه ما يعالج به بعد وقوعه، رحمة منه لهم وإحسانا منه إليهم
وإتماما لنعمته عليهم، وأما ما يتقى به خطر السحر قبل وقوعه، فأهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والمعوذات المأثورة، ومن ذلك قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام، ومن ذلك قراءتها عند النوم، وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم، ومن ذلك أيضا قراءة سورة الإخلاص والمعوزتين خلف كل صلاة مكتوبة، وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار، بعد صلاة الفجر، وفي أول الليل بعد صلاة المغرب.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح” وصح عنه صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال” من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه” والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء، ومن ذلك الإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، في الليل والنهار وعند نزول أى منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك” ومن ذلك أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات “بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”
وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء، وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه، ولقد شهد التاريخ بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل وفى حياته، عددا من مدعى النبوة، كان أبرزهم طليحة بن خويلد الأسدى، الذى قاد حرب الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وادعى النبوة وانضمت لدعوته بعد القبائل وهزمه القائد خالد بن الوليد، فدخل الإسلام بعد ذلك واستشهد فى معركة نهاوند، وهناك الأسود العنسى، الذى كان مشعوذا يستعمل السحر لإقناع أتباعه بفكره ويغطى وجهه بخمار فلا يرى منه شيئا وكان له شيطان يأتيه بالأخبار يسمى بالملك وفقا لبعض الروايات، وهناك أيضا لقيط بن مالك الأسدى.
ومسيلمة الكذاب الذى أراد مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم فى النبوة، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم فى ذلك الامر” إنه سيكون فى أمتى كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبى، وأنا خاتم النبيين لا نبى بعدى”، رواه أبو داود والترمذى وغيرهما.
زر الذهاب إلى الأعلى