الدكرورى يكتب عن الإمام علي مع أهل النهروان
بقلم / محمـــد الدكــــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن أهل النهروان، وحلفاء الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذكر الإمام الطبري في تاريخه أنهم اجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي، وقالوا أن لقينا أهل البصرة فما لبثناهم فكأنما قيل لهم موتوا فماتوا قبل أن
تشتد شوكتهم وتعظم نكايتهم، وعن أبو جناب إن أيوب أتى عليا فقال يا أمير المؤمنين قتلت زيد بن حصين قال فما قلت له وما قال لك قال طعنته بالرمح في صدره حتى نجم من ظهره قال وقلت له أبشر يا عدو الله بالنار قال ستعلم أينا أولى بها صليا فسكت على عليها، وعن أبي جناب إن عليا قال له هو أولى لها صليا قال وجاء عائذ بن حملة التميمي فقال يا أمير المؤمنين قتلت كلابا قال أحسنت أنت محق قتلت مبطلا وجاء هانئ بن خطاب الأرحبي.
وزياد بن خصفة يحتجان في قتل عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهما كيف صنعتما فقالا يا أمير المؤمنين لما رأيناه عرفناه وابتدرناه فطعناه برمحينا، فقال على لا تختلفا كلا كما قاتل وشد جيش بن ربيعة أبو المعتمر الكناني على حرقوص بن زهير فقتله، وشد عبد الله ابن زحر الخولاني على عبد الله بن شجرة السلمي فقتله، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو ثرملة وهو من بني حنظلة، وقد ذكر فيمن قتل مع أهل النهروان، وذكر أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو نافع وقد ذكر في أهل النهروان وعن جابربن زيد الأزدي أن نافعا قطع الفحل يده، وقيل أنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو عمير بن الحارث.
وقد ذكر أنه من أهل النهروان ونسبه أنصاريا، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو أبو عمرو بن نوفل، وقد ذكر في أهل النهروان وفي الصحابة، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو هرم بن عمرو الأنصاري وهو من بني واقف، وقد ذكر في أهل النهروان، وأورده ابن عبدالبر في الصحابة وسماه هرم بن عبدالله الأنصاري، وقال عنه هو من بني عمرو بن عوف وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم ” تولوا وأعينهم تفيض من الدمع” وقيل بأنه كان قديم الإسلام وأحد البكائين الذين أتوا رسول الله ليحملهم فلم يكن عنده ما يحملهم عليه فتولوا وهم يبكون، وكان أيضا من هؤلاء الصحابه هو الخرِّيت بن راشد السامي الناجي، وقد شهد مع الإمام علي واقعة الجمل وصفين، وقد خرج عن الإمام علي بن أبي طالب بسبب التحكيم.
ثم أرسل إليه علي معقل بن قيس الرياحي، فقتل الخريت، ولقد كانت بداية هذه البلوى العظيمة لهذا الخليفة الراشد عثمان بن عفان بفتنة منكرة، أطلت برأسها في آخر خلافته، وقد أشعل نارها المنافقون، وجعلوا حطبها الجهلة والرعاع من نزاع القبائل، وسفلة الأطراف والأراذل، وقد امتلأت بالفتنة قلوبهم، وتواصوا بالشر فيما بينهم، فتراسلوا وتكاتبوا يسبون أمير المؤمنين، ويملؤون صدور العامة عليه وعلى ولاته جرّاء سياسات انتقدوها، وأفعال نقموها، كان الحق فيها مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولكنهم قوم يستعجلون، وأوباش إلى الفتنة يسارعون، فاستفحل أمرهم، واستطار شرهم، فما عادت تكفيهم المراسلات والمكاتبات، ولا أشبعت قلوبهم المفتونة الأقوال والمشاتمات فانتقلوا إلى التجمعات والخروج المسلح، فسار المفتونون، يقودهم المنافقون.
زر الذهاب إلى الأعلى