إدارة المواهب مدخل للتنمية المستدامة
بقلم الأديبة: مها الجمل
عندما نسعى إلى الازدهار والريادة في مواقعنا والرغبة دائمًا في أن يشار إلينا بالبنان على أننا في مصاف الدول المتقدمة بل ونرتقي إلى أكثر من ذلك، علينا أن نهتم
بمصدر ازدهارنا ورقينا، نكتشف ثرواتنا الفكرية من عقول وأدمغة وننميها ونطورها ونحافظ عليها، نستثمر في العقول والمواهب ونوليها التقدير والاهتمام والاحترام ونوفر لها الدعم المادي والمعنوي اللازم، هنا نتأكد بالفعل أننا نسعى لتحقيق التنمية المستدامة، والتي تعني تلبية احتياجات الأجيال الحاضرة بطريقة أفضل من خلال أبعاد ثلاثة وهي (بعد اجتماعي وبعد بيئي وبعد اقتصادي)، أي تحقيق الرخاء والأمن والاستقرار والعدالة وتحقيق خدمات صحية وتعليمية ومحافظة بيئية، دون المساس باحتياجات وحقوق الأجيال القادمة، وذلك لن يتحقق إلا بأنفسنا، فأساس التنمية المستدامة هو الإنسان، هو وسيلتها وهو غايتها، هو الهدف من التنمية وفي نفس الوقت هو المسؤول عن تلك التنمية، فالإنسان نفسه هو جوهر التنمية البشرية والتي تعد من أبرز المرتكزات التي ترتكز عليها التنمية المستدامة، هنا تأتي أهمية إدارة الموهبة للاستفادة منها سواء من العاملين الموجودين داخل المنشأة للحفاظ عليهم وتطويرهم وعدم هجرة تلك الأدمغة والعقول المميزة خارجها، أو استقطاب مواهب من خارج المنظمة بما يحقق الميزة التنافسية لها.
فتأسيس قاعدة من المواهب والكفاءات البشرية ليكونوا قادة المستقبل أصبح مدخل استراتيجي هام سواء على مستوى الدولة بشكل عام، أو على مستوى منظمات الأعمال، كيف لنا أن نحد من ضياع تلك الثروات وهجرة العقول المتميزة من داخل البلد، وكيف نستغلها في داخل الدولة نفسها وداخل منظمات الأعمال ونحافظ عليها.
من يملك العقول يمتلك المواهب، ومن يتبنى الموهبة ويطورها ويحافظ عليها يستطيع أن يبني قدرته التنافسية فيصنع الفكرة ويتصدر الإبداع، فيحقق الميزة التنافسية لوجوده وتتحقق التنمية المستدامة لأجياله، وهنا نستطيع أن نقول أننا بالفعل نسير في ركب التقدم.
زر الذهاب إلى الأعلى