عيد الأم ” هدية المصريين القدماء العالم .. القدماء المصريين أول من أحتفلوا بعيد الأم .. وإيزيس رمزًا للأمومة والعطاء
كتب دكتور/ ياسر أيوب ثابت
اليوم 21 مارس هو عيد الأم وهى مناسبة تحتفل بها كل دول العالم العربى من كل عام تكريماً للأمهات وتقديراً لتضحياتهن، وعرفاناً ووفاء بما يقدمونه لأبنائهن وأسرهن .
إن المصريين القدماء اهتموا بالأم والمرأة، وتشهد معابدهم في دندرة وسمنود كيف كانوا يحتفلون بالمرأة والأم، ويقدمونها للعالم كقديسة بل كانوا يعتبرونها سر الحياة وسببها.
كانت مكانة الأم مقدسة عند المصريين القدماء منذ بداية الأسرات، وهو ما تمثل جلياً فى تحديد يوم سنوى للاحتفال بـ ” إيزيس ” رمز الأمومة والزوجة الصالحة فى الديانة المصرية القديمة، فخلدوها في آثار معابدهم ، وفي متون الخلق والتكوين وفي الأساطير والبرديات المقدسة، كما اختاروا العدد الأكبر من آلهتهم من الأمهات.
إن المرأة فى مصر القديمة تمتعت بحقوق لم تنلها فى العصر الحديث، وكان لها استقلالها المالى عن الرجل واشتغلت المرأة المصرية بالكثير من المهن والحرف والمناصب المرموقة فى المجتمع، مثل منصب القاضى والوزير، وعملت بالطب والجراحة وامتهنت مهنة المرضعة والمولدة، وكانت سيدات الصفوة يشغلن وظيفة إدارة مصانع النسيج الكبرى، وكان بإمكانها أن تدير أملاكها الخاصة بها.
إن المصريين القدماء اعتقدوا بالبعث وبالعالم الآخر، ثم نظروا إلى الجنس البشرى والولادة والتكاثر كضمان لبقاء الجنس البشرى واستمراره، وهو ما أكد دور المرأة وأصبحت الأم هى مركز العائلة، كونها المنجبة والمرضعة والمربية وربة البيت.
كما أعتقد المصرى القديم أن حياة الآلهة تماثل حياة البشر، وأن رباط الزواج هو الرباط الاجتماعى، وهو ما عرف بالثالوث أى وجود عائلة، وهى التى تلد وتقوم برعاية الطفل حتى سن البلوغ وتقدم له النصح فى سن الرشد، وعند تأهبه للزواج تختار له زوجة، وعند هذه المرحلة تأتى أخرى من بنات جنسها لبدء دورة أخرى .