الأخبار

شيرين العدوي تكتب ” الأمل في رمضان

شيرين العدوي تكتب " الأمل في رمضان

شيرين العدوي تكتب
الأمل في رمضان
«شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه».. فلماذا شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن ويجب علينا أن نصومه؟.

 

 

إن البدن إذا خف شف وارتفع، وكان عبد المطلب جد رسولنا الكريم يعظم هذا الشهر ويصومه، ويتصدق فيه، ويتعبد فى غار حراء معتزلا الناس، وقد تبعه رسولنا الكريم قبل نزول الوحى عليه، فإنه الإلهام الإلهى للبذرة النورانية التى ستتفرع بأنوارها الجلية وتؤتى ثمارها فى النفس المحمدية وأمته السَنِيّة، وإنها السلالة الندية خيار من خيار بعضها من بعض. ورمضان كله جُنّة، والجنة: أى الستر والوقاية، يحتاج الجسم مع كثرة الضغائن وماديات الحياة، أن يأخذ هدنة من البشر، ويستتر من أذى الماديات؛
ليجدد طاقته النفسية والروحية، فمن يأخذ الصيام على أنه مشقة فقد جانبه الصواب. الصيام تخفف من أدران الحياة التى تعلق بالقلب والنفس والبدن. وقد كانت من عادات الصيام فى الأديان الأخرى عدم الحديث مع الناس، فالسيدة مريم العذراء أمرها الله ألا تكلم الناس عندما وضعت حملها. فقالت: «إنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا». ولذلك من آداب الصيام فى الإسلام ألا نرد على الإساءة بالإساءة فإن شادد المسلم جاهل فى أثناء الصيام فليقل:إنى صائم، أى مجتنب ومستتر من الأذى الإنسانى والشيطاني. الحكمة إذن التخفف من أعباء الحياة لاستقبال الفرح الإلهى الأعظم، ولما طلب سيدنا زكريا من الله الولد فبشره بغلام اسمه يحيى فقال «رب اجعل لى آية» أى علامة أشكرك بها فقال له تعالى: «آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا».
إذن فالصوم عبادة الشكر والتهيئة لنيل الجوائز المعجزة. ولذلك قال الله جل علاه فى جزء من حديثه القدسى «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لى وأنا أجزى به»، «فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إنى امرؤ صائم» وعليه يستقبل الإنسان الجوائز الكبرى، فالمسألة ليست الامتناع عن الطعام الذى هو أقل المسائل ولا أن نحس بالفقراء، ولكنه تطهير الجوف والعقل لشحن طاقة النفس والجسد واستقبال الجوائز. وجعل الله فيه لمن يخلص فيه الدعوات التى لا ترد، الفرحة باستقبال الدنيا مرة أخرى عند الإفطار كل يوم، وليلة هى القدر، وقدرها على قدرك في الإخلاص .
وهي المقام العظيم الذى أنزل الله فيها القرآن على النبى فلك أن تتأمل أي إخلاص وتطهير وصل إليه النبي ليلتها ليفوز بالقرآن ، ولأن القرآن ناموس عظيم جعل هذه الليلة جائزة كبرى، فكل لحظة فيها جائزة لمن أخلص العبادة وفهمها. يغير الله فيها بقدرته حال الإنسان فى لمح البصر من مرض إلى شفاء، ومن ضيق إلى فرج، ومن حزن إلى فرح. ولأن القرآن نزل لسلام البشر على الأرض ووضع قوانين الكون غير الظالمة. جعل الله الملائكة فى ليلة القدر تترى كالمطر، كل ملك موكل برفع حاجة فى نفس ابن آدم يقضيها له من ربه يتضرع بها له حتى تقضي. وهنا يأتى الموقف العظيم بغفران الذنب وقبول التوب. فلم ينزل الدين للتعذيب وإنما نزل للتهذيب، فقد خلقنا الله وقد علم أن فينا ضعفا بشريا أكمله بنور العبادات، لنصل بها فى لحظات إلى مراتب الملائكة، كما وصلنا فى لحظات اليأس والضعف إلى مراتب الشياطين والأبالسة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock