مقالات

الدكروري يكتب عن معاوية مربي الدول وسائس الأمم

مربي الدول

الدكروري يكتب عن معاوية مربي الدول وسائس الأمم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن معاوية بن أبي سفيان حيث يقول ابن الطقطقا واعلم أن معاوية رضي الله عنه كان مربي دول وسائس أمم، راعي ممالك، وقد ابتكر في الدولة أشياء لم يسبقه إليها أحد، وأما اليعقوبي والمسعودي فقالا وكان لمعاوية حلم ودهاء ومكر ورأي وحزم في أمر دنياه، وجود بالمال، وكان ثناء هؤلاء الثلاثة من المؤرخين على معاوية رضي الله عنه وحسن سياسته وإدارته لشئون الدولة، أمر له مغزاه وأهميته لما عُرف عنهم جميعا من ميول شيعية ملموسة، وأما إعجاب ابن خلدون به فيتمثل في قوله وأقام في سلطانه وخلافته عشرين سنة ينفق من بضاعة السياسة، التي لم يكن أحد من قومه أوفر فيها منه يدا، من أهل الترشيح من ولد فاطمة وبني هاشم، وآل الزبير وأمثالهم، ويروي ابن الأثير في كتابة أسد الغابة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
أنه قال ما رأيت أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسود من معاوية، فقيل له أبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ فقال كانوا والله خيرا من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود، ويروي الطبري مرفوعا إلى عبد الله بن عباس قوله ما رأيت أحدا أخلق للملك من معاوية، إن كان ليرد الناس منه على أرجاء واد رحب، ويقول ابن تيمية فلم يكن من ملوك المسلمين ملك خيرا من معاوية، إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده، أما إذا نسبت إلى أيام أبا بكر وعمر ظهر التفاضل، وقيل أنه قد ذكر عمر بن عبد العزيزعند الأعمش فقال فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا في حلمه، قال لاوالله، في عدله، وكانت شهادة الذهبي له حيث يقول وحَسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويُرضي الناس بسخائه وحلمه.
فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفَرط حلمه وسعة نفسه، وقوه دهائه ورأيه، وهكذا يكاد ينعقد إجماع علماء الأمة من الصحابة والتابعين ومن تلاهم على الثناء على معاوية رضي الله عنه وجدارته بالخلافة، وحُسن سياسته وعدله، مما مكن له في قلوب الناس، وجعلهم يجمعون على محبته، ويقول ابن تيمية رحمه الله وكانت سيرة معاوية في رعيته من خيار سير الولاة وكانت رعيته تحبه، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال “خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم” وقد ورد كثير من الأخبار بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه فقد روى الترمذي في فضائل معاوية رضي الله عنه.
أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه، فقالوا كيف يتولى معاوية وفي الناس من هو خير مثل الحسن والحسين؟ فقال عبد الرحمن بن أبي عميرة، وهو أحد الصحابة، لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “اللهم اجعله هاديا مهديا واهدى به ” رواه أحمد، وكانت صلاته رضي الله عنه أشبه بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرُوي عن أبي الدرداء أنه قال ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، من أميركم هذا، ويعني معاوية بن أبى سفيان، وكما ثبت في الصحيح أنه كان فقيها حيث يعتد الصحابة بفقهه واجتهاده، فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب المناقب عن أبي مليكة قال أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس.
فأتى ابن عباس فأخبره، فقال دعه، فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أخرى قيل لابن عباس “هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال أصاب إنه فقيه.

اظهر المزيد

شبكه أخبار مصر

فاطمة الشوا رئيس مجلس إدارة جريدة شبكة أخبار مصر وصاحبة الإمتياز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock