مقالات

الدكروري يكتب عن مرض يهدد العالم بأسره

الدكروري يكتب عن مرض يهدد العالم بأسره

الدكروري يكتب عن مرض يهدد العالم بأسره
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ينبغي علي المسلم أن يجد ويجتهد في شهر الرحمه والمغفرة وشهر العتق من النيران، كما ينبغي أن يبتعد عن الكسل والفتور، وإن من أنواع الكسل هو الكسل الجسدى، وهو مرض
يهدد العالم بأسره، وخصوصا مع المدنية المعاصرة وآفاتها، فكم فات بعض الناس من المصالح الدنيوية والخيرات المتعددة بسبب الكسل، وبعض الناس والله ربما يموت من الجوع بسبب الكسل، والكسل هو حرمان، كثيرون من الذين صاروا فقراء كان بإمكانهم ولا يزالون ألا يكونوا فقراء، لكنهم استمرؤوا الحال التى هم عليها، فصار الناس يعطونهم من الزكوات والصدقات وبقوا على حالهم، ولو أرادوا خاصة الشباب القادرين، لو أرادوا والله لاستطاعوا أن يكونوا أغنياء، لكن هذا المرض يخيم على رؤوسهم.
فإن الكسل هو حرمان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وحرمان من الأجر، وحرمان من الثواب، وحرمان من رضا الله عز وجل، وحرمان من بر الوالدين، وبعض الناس يعرف بر والديه، ووالداه موجودان ولا يبرهما إلا بشيء يسير، والسبب الكسل، وضعف الهمة، ويطلب منه والده ووالدته أشياء هو قادر عليها ولكن يقعده الشيطان بالكسل، فيحرم نفسه هذا الحرمان العظيم، فالكسل حرمان من العلم، والعلم والله له لذة خصوصا علم الكتاب والسنة، وحرمان من المعرفة، وحرمان من الثقافة، وحرمان من المال، وحرمان من السعادة، بل أعظم من ذلك أن يحرم الكسول من الراحة التي تعقب العمل، فإن الراحة لا طعم لها إذا كان الإنسان لا يعمل، إنه كسول فمم يرتاح؟ مثل الذى يستيقظ من النوم. 
ويقول أريد أن أرتاح من النوم بعد النوم قليلا، فأنت نائم، فهل ترتاح بعد النوم؟ فإن الراحة لا طعم لها إلا إذا ذاق الإنسان طعم الجد وطعم النشاط وطعم النصر وطعم التعب، ثم تأتى الراحة فيكون لها طعم خاص ومذاق فريد، فالشقاء لابد منه للكسول ولو نفسيا، فالكسول يظن أنه يفر من الشقاء ووالله إنه واقع فيه، ومن كانت حياته كلها خمولا وكسلا تساوت عنده الأيام، فلن يشعر بطعم الانتصار ولا السعادة ولا الفوز ولا النجاح، فإن الكسل تجميد للطاقات الإنسانية، وإفساد للحياة الاجتماعية، وشلل للحركة الاقتصادية، ونهايته على مستوى الأفراد ومستوى الأمم للأسف الشديد فقر وفشل عام في الحياة، ولو بحثت عن أسباب الكسل في المسلمين خاصة، ستجد أنه البعد عن شرع الله، لماذا؟ 
لأن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها نشاط، لا وجود للكسل فيها إطلاقا، فانظر إلى حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت أعجوبة مليئة بالحيوية والنشاط في كل المجالات، وإن المجتمع الإسلامى، هو مجتمع متراحم، حيث لم يعرف التاريخ مجتعما متراحما كالمجتمع الإسلامي ولم لا؟ فالذي وضع قواعده هو رب الأرض والسماء، فقد شرَّع الله عز وجل لعباده ما يتناسب مع أحوالهم فأمرهم بالتراحم والتعاطف فيما بينهم لكي تستقيم حياتهم، وحذرهم من الظلم وحرمه عليهم كما فى الحديث القدسي، فعن أبى ذر الغفارى رضي الله عنه، عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فيما بلغ عن رب العزة سبحانه وتعالى أنه قال ” يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock